على خطى مانديلا!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
ومضى "الخواجة" فؤاد قائلاً: "إن واشنطن لم تعد تتماشى مع حاجاتنا، وبات علينا أن نتماشى معها وإلا حصل سوءٌ لنا... إن هذه المرة الأولى في تاريخ علاقاتنا التي تؤيد فيها الولايات المتحدة مراقبةَ قدرات إسرائيل النووية، وهذا أمر خطير، وغير مسبوق، لقد أصبحت لغة الأميركيين معنا واضحة جداً". وحقيقةً إن الذين لم يستوعبوا أن أهم إنجازٍ حققه النضال الفلسطيني على مدى خمسة وأربعين عاماً هو هذا الانقلاب الهائل في موقف الرأي العام العالمي من الانحياز إلى إسرائيل وتبني كل قضاياها، إلى تفهم القضية الفلسطينية والتعاطف مع الشعب الفلسطيني، هم العرب والفلسطينيون، الذين يواصلون اجترار شعارات وأدبيات خمسينيات وستينيات القرن الماضي، والذين، إصراراً منهم على أوهام من المفترض أنها سقطت كلها بعد سقوط جدار برلين، يغمضون عيونهم الكليلة أصلاً حتى لا يروا كل هذه التغيرات الكونية.الفلسطينيون ربما يعيشون مأزقاً حقيقياً وفعلياً، وربما العرب في حالة مزرية وأوضاعٍ مخزية، لكن مع الاعتراف بهذا، يجب النظر إلى الإسرائيليين من زاوية عين غير "حولاء"، فهم في وضع أقل ما يقال فيه ما تحدث عنه بنيامين بن إليعازر (فؤاد)، وهذا يعني أن هذه الدولة قد اقتربت من خط النهاية، وأنها الآن تعيش نفس لحظة النظام العنصري في جنوب إفريقيا قبل انهياره بالصورة المعروفة.ولذلك فإن كل ما هو مطلوب من الفلسطينيين هو أن يُنهوا هذا الانقسام الشائن، وأن يوحدوا صفوفهم ولو بالحدود الدنيا، وكل ما هو مطلوب من العرب أن يستثمروا هذه اللحظة التاريخية بسرعة وألا يقعوا فريسة للمزايدين وتجار الشعارات... إن عليهم أن يذهبوا إلى العالم ويخاطبوه باللغة التي بات يستوعبها ويفهمها، وأن يقتدوا بما فعله نيلسون مانديلا عندما بادر بكل وعي وشجاعة إلى التقاط الفرصة السانحة فحقق لشعبه انتصاراً عظيماً، وأرسى دعائم دولة أصبحت في مقدمة الدول المستقرة والمتقدمة.