آمال: 
الليل وعنتر بن شداد

نشر في 06-08-2009
آخر تحديث 06-08-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي لأن الحكومة لا تريد أن تقتنع بأن «من لا يحتمل نقد الخصوم فليلجأ إلى القضاء، أو فليجلس عند الماما»، وبما أن وزير الإعلام يريد إدخال تعديلات على قانون المطبوعات، إذاً، ستخنق الحكومة الحريات إلى أن تفقد وعيها وتسقط على الأرض، وستنهال عليها ركلاً بالحذاء العسكري إلى أن تدمي أنفها. والمقصود من التعديلات، أو جزء منها، هو كسر أقلام بعض كتّاب المقالات الذين يختلفون مع أداء الحكومة، مثل: أحمد الديين ومحمد عبدالقادر الجاسم وسعود العصفور وعبد اللطيف الدعيج وسعد العجمي وزايد الزيد ود. فهد الخنة، وآخرين ليس بينهم بالطبع «كتّاب الوكيل» كالزميلين الجميلين علي البغلي ود. ساجد العبدلي (جنبلاط الصحافة الكويتية) وآخرين لا نعرفهم، الله يعرفهم، ممن تفرغوا لانتقاد خصوم رئيس الحكومة ومحمود حيدر، وها هم الآن في غرفة المخزن يقلّبون الخياش القديمة بحثاً عن أي جنحة ارتكبها خصوم الحكومة ليحولوها إلى جناية، وفي حال خلوّ الخياش، فمن الممكن، بقليل من المكر والدهاء وغمزة العين اليسرى، التصرف بما يسر الباشاوين الاثنين ويشتت أذهان معارضيهما.

ولو كنت أنا مكان الزميلين، لحرصت كل الحرص على ألّا يتم تضييق الخناق على خصوم الباشاوين، كي لا تتوقف عربتي وحصاني... ركزا معي قليلا أيها الجميلان وتخيلا، مثلا يعني، لو أن البرلمان ليس فيه معارضة، ولم ينجح السعدون ولا مسلم البراك ولا فيصل المسلم ولا الطبطبائي ولا الحربش ولا الطاحوس ولا الدقباسي ولا ولا ولا، فهل ستسلك معاملات وواسطات مبارك الخرينج وعلي الراشد وحسين القلاف ود. يوسف الزلزلة؟ بالطبع لا، لانتفاء الحاجة، إذاً، منطقياً يجب أن يحرص نواب الحكومة على نجاح نواب المعارضة كي يضمنوا استمرار اللعبة، وبدوركما يجب أن تحرصا، كما فعل أصدقاؤكما النواب، على نجاح نواب المعارضة مرة، وعلى نشر مقالات كتّاب المعارضة عشرين مرة... صدقاني، هذه نصيحة بجمل، فإن قبلتماها فالخير لكما بإذن الله، وإن رفضتماها فسيجف الضرع ويذبل الزرع، وسينقلب الربيع خريفاً شاحباً أصفر يغث الناظرين، ولن تجد العصافير ما تأكله على الأغصان...

نحن المصدر والمنبع أيها الزميلان الكريمان فاحرصا على استمرار تدفق مياهنا ليستمر اخضرار مزارعكما، وتذكرا أن نواب المعارضة الذين لم يوافقوا الحكومة على شراء المستشفيات الخاصة، هم الذين فتحوا للبعض باباً للدفاع عن «صفقة المستشفيات»، أو على الأقل، الهجوم على معارضيها.

وإذا لم تصدقا أننا المصدر فسنكتب عن أغنية فيروز: «باب البوابة ببابين، اقفولة وامفاتيح جداد، وع البوابة في عبدين، الليل وعنتر بن شداد»، وسنترككما حينئذ على الحديدة القصوى. وقد أعذر من أنذر.

***

الرجال أنواع، منهم الأسد، ومنهم الضبع، ومنهم الضب، ومنهم النعامة، ومنهم القرد الذي يقفز من غصن إلى آخر دون أن يصاب بخدوش.

***

في اتصال أجراه معي معالي وزير الشؤون، الدكتور محمد العفاسي، قال إنه خلال الشهر هذا سينتهي من ربط جميع معاملات كبار السن كمبيوتريا، بحيث لا يحتاج متلقي مساعدات وزارة الشؤون إلى الحضور إلى الوزارة واللف على بقية الإدارات الحكومية... شكراً دكتور. 

back to top