ضمن المنارات الثقافية الكويتية في مهرجان القرين الثقافي، جاءت منارة الفنان الراحل علي المفيدي في مسرح حمد الرجيب بالمعهد العالي للفنون المسرحية متميزة، وقدمت فيها الإعلامية القديرة أمل عبدالله ود. فهد السليم بحثَيهما عن المفيدي بإدارة الفنان دخيل الدخيل.

Ad

تحدثت أمل عبدالله من خلال بحثها المُعنوَن بـ"علي المفيدي... العطاء والحب" قائلة في استهلالتها: "قدري أن أكتب عن الصديق والزميل والأخ الفنان الراحل علي المفيدي، زميل رحلة العمر، التقينا في رحاب الفن وعشق الكلمة وسحر ميكروفون الإذاعة والتفاني في حب الوطن ونكران الذات، جولات وصولات في خضم الحركة الفنية، انتصارات وانكسارات، طموح شبابنا الذي ولّى ومحاولة أن نكون وأن يكون للكويت فنها وفنانوها... طموح أن نشكل علامة في رحلة الحياة، قدري أن أعرفه وأزامله وأصادقه ردحاً طويلاً من زمن الرحلة، أعرفه فناناً حتى النخاع، وإنساناً حتى الثمالة".

ثم تناولت طفولته الثرية التي بشّرت بميلاد فنان متميز، وسر تألقه من إدارة البريد إلى الإذاعة والمسرح، مروراً بمواهبه وطموحه كسلاح له في التميز الفني والتأليف، ونجاحاته المتميزة مع فرقة مسرح الخليج العربي، وإبداعاته في مسيرته الفنية، ولقبه ملك الميكروفون.

أما د. فهد السليم فقد أشار في بحثه "علي المفيدي... شيخ المخرجين وأستاذ الإذاعيين"، إلى تركه بصمة واضحة على الصعيد الأكاديمي في تدريس مادة الإذاعة لطلبة المعهد العالي للفنون المسرحية سنوات طويلة، فكان حلقة الوصل الحقيقية بين الخبرة والقدوة وبين الشباب الواعد المتطلع إلى الوصول إلى قمة تقترب ولو قليلاً من القمة التي اعتلاها الراحل المفيدي، بالإخلاص والعرق والتعب والجد والكفاح وتطوير الذات في كل مرحلة من مراحل عمره، فكان يبحث دائماً عن بدايات جديدة تعزز له نجوميته وقيمته الفنية.

ثم فُتِح المجال لزملاء الراحل للإدلاء بكلمة، فاستهلها الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا بالقول: "المفيدي أحد أبرز رواد الحركة الفنية في مجالات الإذاعة والتلفزيون والمسرح، زاملته في أعمال كثيرة وكان ملتزماً ومحباً لعمله وحمامة سلام بين العاملين في الوسط الفني".

ثم تحدث الفنان القدير سعد الفرج: "لقد كان شريكاً مع مجموعة كبيرة في ولادة أول عمل سينمائي كويتي هو فيلم (بس يل بحر)، واتذكره في منتصف السبعينيات حينما انتجنا مسلسل (درب الزلق)، وذلك الدور المتميز (قحطه) الذي لا يمكن أن نتصور أي ممثل آخر يؤديه بهذه الجودة والاتقان، وكذلك أدواره المتنوعة الرائعة على خشبة المسرح في (حامي الديار) وغيرها، لقد كان خبيراً باللغة العربية وأستاذا في العمل الإذاعي كممثل ومخرج".

وطالب الفنان الكبير محمد المنصور الدولة من خلال وزارة الإعلام، بإطلاق اسم الراحل على أحد استوديوهات الإذاعة تقديراً لمساهمته مع مجموعة من زملائه في تأسيس الإذاعة.

وقالت الإعلامية فاطمة حسين: "يكفي أن الراحل قد رسم الابتسامة على كل الشفاه، واكتشفت اليوم مقدرته على اتقان اللغة العربية، وأتوق شوقاً إلفى قراءة كتاب المفيدي".

ثم توالت الكلمات عن مناقبه من قِبل الكاتب المسرحي عبدالعزيز السريع والكاتبة عواطف البدر ومحمد جابر وجمال الردهان وكاملة العياد.

وقد أثار الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي موضوع تقاعس الفنانين في المطالبة بحقوقهم، ما جعل بعضهم يرد، من بينهم عبدالحسين الذي قال إن الفنانين تحركوا، مذكراً أن الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد أمر بتخصيص 5 مواقع لبناء المسارح وصالات العرض عليها، مؤكداً أن الحكومة هي من تأخر في تنفيذ هذه المشاريع، مشيراً إلى أن الدعم يأتي من الدولة لا من جهة أخرى.

وأضاف عبدالحسين أنه لم يأتِ أي وزير للإعلام ليتبنى المشاريع، إلا الشيخ جابر العلي الذي دعم الفن والفنانين.

أما سعد الفرج فقد أكد في رده على أن الدولة هي عدوة المسرح، فهي لا تريد المسرح الجاد لأنه مزعج تاركة الساحة المسرحية لأعمال التهريج، مشيراً إلى ضغوطاتها بفرض الرسوم في اعلانات التلفزيون والشوارع.

وتابع الفرج "إذا قررت الدولة بناء المسارح وإزالة الضغوطات ودعم المسرحيين، فسيكون لدينا مسرح متميز"، مدللاً بدعم الدولة بمبلغ 50 ألف دينار في الثمانينيات عندما قدم مسرحيتي (دقت الساعة) و(حامي الديار).

وفي ختام المنارة الثقافية، قدم مدير مهرجان القرين علي اليوحة درعاً تذكارية لأبناء علي المفيدي.