ما بين تاريخ 8 يونيو 2009 وهو يوم أول استجواب قدم في مجلس 2009 وتاريخ 8 يونيو 2010 كلام كثير وزفرات ساخنة، فقد سقطت أقنعة، وفقد الحياء، وفسدت ضمائر وذمم، وبيع القسم الدستوري في سوق البضائع المستعملة، ونامت حكومتنا ملء جفونها كما نام الخليفة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- بعدما عدل فأمن فنام.
ما بين التاريخين قدمت 7 استجوابات تناوب فيها أصحاب الوجه العريض والجيب الواسع على حشرها جميعها في سلة الاتهامات الجاهزة «شخصانية وتوقيتها سيئ» حتى طفحت حكومة «شنو؟ شصاير؟ شنقول؟ شنسوي؟» من الدعم النيابي لها، وفاضت كأسها ليزل لسان ناطقها الرسمي ليكشف عن ملكية الحكومة لبعض النواب منتشيا «لا تتعسفوا بأدواتكم الدستورية مثلما تطالبونا بعدم التعسف بأغلبية الحكومة النيابية»، يعني بالعلن وحدة بوحدة.اليوم وبعدما شربت الاستجوابات «مروقها» ولم تعد منها أي فاعلية لكثرة استهلاكها من المزايدين وأكثرية المهادنين للحكومة بالطالعة والنازلة، وبعد احتلال مبنى اتحاد كرة القدم بالقوة، أحيا الله عظام كتلة العمل الوطني بعدما كبَّرنا عليها أربعاً، لتخرج من باطن الأرض وتقول «أنا موجودة أنا بستجوب رئيس الحكومة»، لقد جفت حلوقنا وألستنا نشفت ونحن نطالب هذه الكتلة المتوارية خجلا من إرث مؤسسيها بالمبادرة لإعادة التوازن إلى اللعبة السياسية، وعدم ترك الحكومة تنام على «مخدة» أصواتها ولكن دون جدوى.وقد يبدو سياسيا وحسابيا أن التصعيد المتأخر لـ»الوطني» ضد الحكومة يعد تحولا كبيرا في خطها السياسي، أو ربما فرصة ذهبية لبعض أعضائها كي يثبت أنه «معارض»، وليس في جيب الحكومة كما أعلن الناطق الرسمي ولكن الواقع غير، فكتلة العمل الوطني لا يوجد لها خط سياسي واضح أو كيان كباقي الكتل البرلمانية الأخرى، وهذه الصحوة المؤقتة مردها أن التدهور في البلد قد أصاب اتحاد كرة القدم أما باقي القطاعات مثل المال العام والحريات العامة فلم يحن وقت حسابها بعد!! ولو سوي الصداع الرياضي اليوم لعاد الوضع كما كان.أما الحديث عن التزام الأعضاء بقرارات الكتلة فسيكون طامة كبرى لأن القاعدة لديهم هي التصويت الحر، وآخرها تضارب التصويت على سرية جلسة استجواب «أم الهيمان» ما بين الموافقة والرفض، ودعوني أوضح لكم أكثر، لقد وقع بعض أعضاء الكتلة على بيان تحذير الحكومة وهو كاره ومتأفف، ومع أول بادرة لحلحلة الملف الرياضي سيرفع الراية البيضاء ويطالب بإفلات الناطور طالما تم استلام «العنبة»، وساعتها سيكتشف صالح الملا صدق نصيحتنا له بضرورة الخروج من كتلة جرّت وستجرّ المصائب على التيار الوطني الديمقراطي دون أن يكون لذلك التيار دور حقيقي فيها.في الختام يا كتلة العمل الوطني لا مكان لكم اليوم في ساحة الاستجوابات، فقد امتلأت بجور الحكومة وأغلبيتها النيابية التي ساهمتم بالتناوب في صناعتها استجوابا تلو استجواب، فهذا ما خبزتموه، وهذا ما عليكم أكله وحدكم وليس نحن، إلى أن ينصلح طحينكم وخبازكم وخبزكم وإلا فليس أسهل من استبدالكم.***أعلن رئيس المجلس أنه لو كان الأمر بيده لكانت جميع جلسات الاستجوابات سرية، ونحن نحمد الله ونشكره أن الأمر ليس بيد «بو عبدالمحسن»، وإلا لحول المجلس إلى شركة يباع فيها الهواء والماء علينا بالتقسيط.***الفقرة الأخيرة: الحرية لحرية التعبير والحرية للكاتب محمد عبدالقادر الجاسم.
مقالات
الاغلبية الصامتة: خبز خبزتوه يا الوطني اكلوه
10-06-2010