«الإيكونوميست»: الرغبة في الاستغناء عن البنزين تتزايد للتشدُّد في أنظمة الانبعاثات الغازية والقلق الناجم عن أمن الطاقة
انطلقت في الولايات المتحدة مع نهاية شهر يناير الماضي، المرحلة العملية من خطة تهدف إلى إنتاج سيارات كهربائية، وقد تمثلت هذه الخطوة في ترحيب صاحب شركة متخصصة في هذا الميدان في "بالو ألتو" بولاية كاليفورنيا بتخصيص مجموعة من المستثمرين، بقيادة بنك "إتش إس بي سي" لحوالي 350 مليون دولار، من أجل تنفيذ خطة العمل بالبنية التحتية الرائدة لإنتاج أسطول من السيارات الكهربائية.
قال تقرير نشرته مجلة الإيكونوميست البريطانية في عددها الأخير، إن فكرة إنتاج سيارة كهربائية تحوّلت إلى حقيقة ملموسة تكتسب قبولاً واسعاً ومتنامياً، لأنها تعمل على خفض استهلاك البنزين وقيام صناعة جديدة توفر فرص عمل كبيرة.وحسب المجلة فقد انطلقت في الولايات المتحدة مع نهاية شهر يناير الماضي المرحلة العملية من خطة تهدف إلى إنتاج سيارات كهربائية، وقد تمثلت هذه الخطوة في ترحيب صاحب شركة متخصصة في هذا الميدان في "بالو ألتو" بولاية كاليفورنيا بتخصيص مجموعة من المستثمرين، بقيادة بنك "إتش إس بي سي" لحوالي 350 مليون دولار، من أجل تنفيذ خطة العمل بالبنية التحتية الرائدة لإنتاج أسطول من السيارات الكهربائية.
وتمكّن رجل الأعمال الأميركي المذكور من جمع مبلغ يقدر بـ700 مليون دولار خلال عامين فقط لهذا المشروع، الذي يعتبر أحد أضخم بدايات التقنية النظيفة في الولايات المتحدة، ولكن ثمة أسئلة تتعلق بهذه الفكرة ولعل أهمها هو ما إذا كان رجل الأعمال على حق في اعتقاده أن المركبات التي تعمل بالكهرباء سوف تنتشر على صعيد شعبي، أم ان هذه الانطلاقة سوف تنتهي إلى تعثر نتيجة ضغوط صانعي السيارات التقليدية في أميركا؟عوامل الاستثمار يذكر أن فكرة الاستثمار في السيارات الكهربائية اكتسبت زخماً قوياً، بسبب التشدد في أنظمة الانبعاثات الغازية والقلق الناجم عن أمن الطاقة والحماس الذي برز إزاء هذه التقنية في الصين، التي تعتبر بحق أكبر سوق للسيارات في العالم. وتشير توقعات هذه الصناعة إلى أنه بحلول عام 2020 سوف تكون نسبة السيارات الجديدة العاملة على البطارية أو الهجينة حوالي 10 في المئة من مجموع السيارات المنتجة، وانها سوف تنمو بسرعة كبيرة بعد ذلك التاريخ على أبعد تقدير.من جهة أخرى، يتركز إتمام شركات إنتاج السيارات الكهربائية على الصين التي تعتبر سوقاً واعداً، إذ تشير التوقعات الى احتمال بيع عشرات الملايين من السيارات هناك نظراً لضخامة عدد السكان ولتحسن الأوضاع الاقتصادية بصورة مطردة. وكانت تقارير ذكرت أن الصين سوف تنتج سياراتها الكهربائية بغرض الاستعمال الشخصي في السنة الحالية، وذلك بالاشتراك مع إحدى الشركات الأميركية، مستفيدة من رخص اليد العاملة في الصين التي تعزز المنافسة في الأسواق العالمية.وقد أظهر إنجاز "بالو ألتو" كيف يمكن تحقيق الهدف الكبير. ولعل الشيء الذي اثار إعجاب بنك "إتش إس بي سي"، إضافة الى الجوانب التقنية للمشروع، تمثّل في جدية الشركاء بمن فيهم أصحاب شركة رينو-نيسان التي تعهدت بدفع 5.6 مليارات دولار وتخصيص 2000 مهندس، من أجل إنشاء مجموعة من المركبات المصممة للعمل في مجال البنية التحتية للشركة الجديدة.يذكر أن التطور الحالي في السيارات الكهربائية يعتمد على الأنواع الصغيرة ذات المدى القصير، التي يركز تصميمها على محرك يعمل بالكهرباء وبطارية قوية يمكن إعادة شحنها، إضافة إلى خفة وزنها وجعلها صديقة للبيئة. والمعروف أنه بعد أزمة النفط العالمية في عام 1973 بدأ الاهتمام بصورة جدية بالسيارات الكهربائية، نظراً لأنها تسهم في خفض استهلاك البنزين، إضافة الى أنها لا تلحق أضراراً بالبيئة، ولكن الأنواع الموجودة من هذه السيارات تواجه مشكلة تتمثل في عدم قدرتها على شحن بطاريتها إلا في نقاط مصممة خصيصاً لذلك. وتقول شركة "رينو" إن سياراتها تستطيع السير مسافة مئة ميل بعد كل شحن. وقد أوجدت الشركة الأميركية الجديدة في "بالو ألتو" طريقة عملية للتغلب على هذه المشكلة من خلال استخدام آلية لاستبدال البطارية بواحدة أخرى خلال دقيقتين فقط.وحسب "الايكونوميست" فإن الأمور تبدو جيدة حتى الآن بالنسبة إلى مشروع إنتاج سيارات كهربائية، غير أن العقبة قد تتمثل في إنشاء محطات لشحن البطاريات تعمل وفقاً لخطوط "رينو-نيسان"، وإلا فإن العملية سوف تكون مكلفة للغاية.