بلاغة شف: نَمْ قرير العين...

نشر في 22-01-2010
آخر تحديث 22-01-2010 | 00:01
 حسين العتيبي فُجِعت عائلة المرزوق الكريمة بوفاة اثنين من أبنائها خلال أسبوع، هما المرحوم وليد خالد المرزوق، والمرحوم صلاح فهد المرزوق، فلم يمضِ سوى يوم على آخر أيام العزاء في المرحوم وليد حتى فتح ديوان المرزوق بالشامية أبوابَه لاستقبال المُعزّين في المرحوم صلاح... ومع ما في ذلك من ألم وأسى لذوي الفقيدين ومحبيهما إلا أنها إرادة الله سبحانه وتعالى ولا حول ولا قوة إلا به.

ورغم معرفتي بالعم خالد يوسف المرزوق -أطال الله عمرَه- والأخت بيبي، والأخ فواز، فإن معرفتي بالمرحوم وليد كانت من خلال الصحافة ودوره خلال رئاسته لتحرير الزميلة "الأنباء"، الذي يذكره كل مَن زامله آنذاك بالخير... رحم الله الأخ وليد وألهم أهله وذويه ومحبيه كل الصبر والسلوان.

أما الأخ صلاح المرزوق فقد التقيته للمرة الأولى في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وكان اللقاء عن طريق الأخ عبدالرحمن صالح الشايع - صهر الفقيد- وبدأت علاقة متقطعة، تجمعنا تارة بعض الأنشطة العامة وأخرى مواسم انتخابية أو مناسبات اجتماعية... كان لصلاح دور وطني مميز من بين كثيرين، ولم تؤثر فيه اعتبارات الاختلاف في الرأي وتقاطعاتها الاجتماعية، فكان -رحمه الله- من أبرز الناشطين في كتلة الأربعين التي تشكلت بعد حل مجلس الأمة في عام 1986 رغم ما كانت تحمله تلك العضوية من انعكاسات سلبية على المواقع الاقتصادية والتجارية التي كان يشغلها، وحين تشكلت لجنة الوفاق الوطني كان صلاح أحد أبرز أعضائها مع السادة يوسف النصف، وعبدالله المفرج، والدكتور عبدالعزيز السلطان وجاسم السعدون وآخرين لا يتسع المكان لذكرهم، كان واحداً من جماعة لم تكن تحكمها مصالح انتخابية أو تطلعات إلى مكاسب ونصيب في محاصصة سياسية، وأكثر من هذا وذاك تجسَّد دور المرحوم صلاح في الإضافات الاقتصادية التي شهدها الاقتصاد الوطني من خلال الكثير من المشاركات والمبادرات، وكان عضواً فاعلاً في مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة حتى أوقفه المرض عن الترشح لانتخاباتها... كان مثالاً لدماثة الخلق وللحنان الأسري والتواصل العائلي.

رحم الله صلاح... فليس أصعب من أن ترثي مَن تحب، كان صلاح رمزاً من رموز جيل السبعينيات الذين قادوا النهضة وارتقوا بالعمل السياسي مع آخرين غيره، وعزاؤنا لوالده العم فهد المرزوق ولأشقائه عهدي والدكتور نجيب وعبد العزيز ولشقيقاته وللسيدة خالدة الشايع حرمه ولبناته وابنه خالد، ولكل ذويه ومحبيه ومَن عرفه، وفي الختام لا نملك إلا أن نقول إنها إرادة الله ولا حول ولا قوة إلا بالله... فنم قرير العين يا صلاح لأنك أعطيت وطنك الكثير... الكثير.

back to top