لم يحل إحياء لبنان، الرسمي والأهلي، الذكرى الخامسة والثلاثين لاندلاع الحرب الأهلية دون استمرار الحراك السياسي على أكثر من مستوى، أبرزها على صعيد الانتخابات البلدية. وبينما تلتئم طاولة الحوار في القصر الرئاسي غداً، يستبق فريق اقتصادي تقني زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لدمشق في الأسابيع المقبلة، بزيارة عمل اليوم لبدء مفاوضات تتناول الاتفاقيات القائمة وخطة العمل في المرحلة المقبلة.

Ad

من المقرر أن ترسل الحكومة اللبنانية اليوم فريقاً اقتصاديا تقنيا برفقة وفد من المديرين العامين في الوزارات المعنية إلى دمشق، لعقد جلسات عمل تتناول مراجعة الاتفاقيات الثنائية والتأسيس لتوقيع اتفاقيات جديدة، في إطار التحضير لزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لدمشق، والمرتقبة خلال الأسابيع المقبلة، وفق ما أعلنه مجلس الوزراء أمس الأول.

وبينما تستعد القوى السياسية للجلوس حول طاولة الحوار غداً، بعد أن اجتمع عدد من قيادييها في مباراة رياضية ودية في المدينة الرياضية أمس إحياءً للذكرى الخامسة والثلاثين لاندلاع الحرب الأهلية، استبق رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون التئام الحوار بانتقاد العودة إلى "نغمة السلاح"، مهدداً بأنه "إذا كنّا سنسمع في جولة الحوار ما نسمعه كل يوم في الصحف لا ضرورة إذاً للذهاب إلى بعبدا، فطاولة الحوار أقيمت لكي يكون الموضوع داخل الغرفة، وإذا سمعت أي شيء عن ما يحصل في الداخل فأنا سأعلن انسحابي من طاولة الحوار". واعتبر عون أن "الخطر الحقيقي الذي يهدد اللبنانيين هو المخدرات".

وفي بيروت التي وصل إليها أمس رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، آتياً من المملكة العربية السعودية للقاء المسؤولين اللبنانيين، أمل رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية برنار اكواييه أن "يتمكن لبنان من خلال وجوده في مجلس الأمن الدولي وبالتعاون مع فرنسا تحديداً من ترسيخ حال الاستقرار وتحصين وحدته الوطنية، وإبقاء أجواء الوفاق قائمة بين اللبنانيين، لما فيه مصلحة بلدهم". وأكد اكواييه، الذي التقى إلى جانب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس نبيه بري في بعبدا كلاً من الرئيسين أمين الجميل وفؤاد السنيورة، "وقوف بلاده إلى جانب لبنان في كل ما يحتاج إليه إنفاذاً لتوجيهات الرئيس نيكولا ساركوزي".

وأشاد الرئيس سليمان "بالمساعي التي تبذلها فرنسا حيال الوضع في منطقة الشرق الأوسط وإطلاق المفاوضات للتوصل إلى السلام الشامل والعادل والدائم، على قاعدة مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام التي تنص على إعطاء الفلسطينيين حقوقهم وفي طليعتها حق العودة".    

ذكرى 13 أبريل

وبمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لاندلاع الحرب الأهلية، أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري "التزامنا الكامل باتفاق الطائف الذي لم يضع حداً للحرب الأهلية وحسب، بل يشكل خريطة طريق لتحصين الوفاق الوطني وتطوير نظامنا السياسي". وشدد على "الالتزام الكامل بما ورد في البيان الوزاري لجهة إقفال ملف المهجرين والعمل على انضمام لبنان إلى الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والبروتوكول التابع لها والتأكيد على ضرورة الاحترام الكامل لحقوقهم"، داعياً الى وجوب "وضع حد نهائي للمعاناة الإنسانية والاجتماعية المتأتية عن عدم معرفة مصير المفقودين".

انتخابات البلدية

وفي ما يتعلق بالانتخابات البلدية، وجّه وزير الداخليّة والبلديات زياد بارود كتابين إلى وزارة الأشغال العامة والنقل ووزارة الطاقة والمياه طلب فيهما "وقف ورش الأشغال العامة على الطرقات والشوارع في كل المناطق اللبنانية بمناسبة إجراء الانتخابات البلديّة والاختياريّة، منعا لازدحام السير خلال كل مرحلة انتخابيّة".

وأكدت المواقف الصادرة في بيروت أمس التوجه السياسي نحو تحقيق توافق سياسي يجنب المدينة الانقسام، في موازاة تأكيد العماد ميشال عون خوض الانتخابات البلدية بمرشحين في بيروت.

 وفي إطار المواقف الصادرة، أكد عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب هاني قبيسي أن "هناك مساعٍ في بيروت لإنتاج مجلس بلدي توافقيّ، ونحن نؤيد هذا المسعى لنبعد العاصمة عن دائرة التشنج السياسيّ في الانتخابات البلدية وبعدها". وأعلن الوزير ميشال فرعون، بعد لقائه ووفد نيابي بيروتي الرئيس الحريري، أن "هناك توجهاً بالتأكيد نحو التوافق، ويمكن أن تجلس القوى السياسية كلها حول الطاولة"، في حين اعتبر وزير الدولة جان أوغاسبيان أن "تمثيل بيروت وبالأخص الأشرفية واضح أنه لمصلحة فريق 14 آذار".

الخط الأزرق

جنوباً، وبعد تقديم لبنان شكوى أمام مجلس الأمن الدولي لاجتياز قوة إسرائيلية في العاشر من أبريل الجاري الخط الأزرق، اجتازت قوة اسرائيلية صباح أمس السياج الحدودي عند بلدة العباسية في القطاع الشرقي، ثم انسحبت منها بعدما أنذرها الجيش اللبناني من خلال قوات الطوارئ الدولية بإطلاق النار عليها، ما أدى الى استنفار أمني على جانبي الحدود، عملت القوات الدولية على محاولة لجمه وإعادة الوضع إلى ما كان عليه. وكان الناطق باسم قوات "اليونيفيل" نيراج سينغ أوضح أن "الجيش الإسرائيلي قام ببعض الأعمال على الشريط التقني الإسرائيلي جنوب شرق بلدة العباسيّة، دون أن يعبر الخط الأزرق طوال فترة الأعمال.