شباب متعجرف وأدبه... قليل!

نشر في 28-06-2009
آخر تحديث 28-06-2009 | 00:00
 مظفّر عبدالله أعندك مراهقون في البيت؟ هذا يعني أنك قابض على جمرة ستضطر إلى تقليبها بين يديك حتى تعرف اللغة التي يريدونك أن تتحدث بها معهم.

أول العمود: لا أتصور أن الناس يعون خطورة دور المجلس البلدي على حياتهم وصحتهم وجمال بلدهم، ولذلك تدنت نسبة مشاركتهم في انتخاب أعضائه... (ويقولون إن المواطن واع!)

***

لايخلو بيت كويتي من أبناء في سن المراهقة، بنات وأولاد، فمعدل الخصوبة عندنا مرتفع بسبب الخير والنعم... (وخمسين الحكومة على كل راس!) ودلال حكومتنا أوصل نسبة خصوبة المرأة الكويتية إلى 4.2%، وغير الكويتية إلى 1.5%، وللمقارنة فإن معدل خصوبة المرأة السويدية لا يتعدى 1.2%.

أغلبنا يتذمر من تصرفات الشباب من الجنسين... عنجهية وتصرفات ينقصها الأدب، وتظاهر بمعرفة كل شيء في الدنيا، وفي المقابل فإن أكثر أولياء الأمور لايتفهمون هذه التصرفات كما يجب، إذ من الخطأ أن يجابه شاب جَموح ومندفع، بالعنف وتحطيم المعنويات، فهم في سن حرجة أشبهها بفترة حضانة سلوكية إذا لم تتسع صدورنا لإدارتهم والتغاضي عن بعض زلاتهم أو إتاحة الفرصة لهم ليخطئوا عن عمد، فإن الفترة التي ستلحق زمن الحضانة ربما لن تبشر بخير في رسم شخصيتهم في الكبر.

بعضنا يرى أن الغلظة (والشخط والزف) هما الطريقان الوحيدان لاستقامتهم، لكن هذا الزمن وهذا الأسلوب ولّيا وراحا لأن الشباب اليوم لهم أكثر من أسرة صناعية (إنترنت، سيارة، أصحاب، أسواق وسفر وجامعة... وأشياء وعوالم خافية على والوالدين)، وهم يلجؤون إليها إن رأوا في الأسرة الحقيقية التحقير وعدم إيمانها بأنهم (كبار)!

من عنده مراهقون في البيت كمن يقبض على جمر، فهم حساسون جدا من النقد على كل شيء، لكنهم لطفاء لمن يستطيع قيادتهم والحديث بلغتهم، ومحظوظ من جعل من ابنه المراهق صديقا.

وأولى لبنات بناء الصداقة الحقيقية هي التقليل من الأوامر، واستبدالها بالتكليف بأمور سهلة الإنجاز تعطي للمراهقين قيمة كونهم ينجزون عملا للبيت، وهناك أمور يحبها الشاب كتكليفه برعاية أخواته في حضور سينما أو عشاء في مطعم، فهي تعطيه مكانة كونه يحميهن في الأماكن العامة دون مرافقة الوالدين، وهذا كمثال... وندرج ذلك على تدريب الفتاة على بعض المهارات المنزلية الخفيفة، وأن تعرف معلومات عن علاقة الأنثى باللباس والمكياج والعلاقات مع المحيط الاجتماعي حسب ما هو متعارف عليه في الدين والثقافة العامة، بعكس ما هو سائد الآن باسم الموضة.

وختاما أجد في تزايد أعداد الأحداث في دور الرعاية الاجتماعية، والتصرفات غير السوية في الشارع والأماكن العامة من المراهقين دليلاً على فشل الكبار... أمهات وآباء.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top