أقفل الأسبوع السياسي على حركة إقليمية ودولية ناشطة باتجاه لبنان، استغلها المسؤولون لإعادة تأكيد الثوابت الرسمية من مجمل القضايا المطروحة. وفي حين تخضع آلية التعيينات لبحث مفصل بعد غد الثلاثاء في مجلس الوزراء، الذي سيناقش تقريراً مفصلاً عن الانتخابات البلدية، يبدأ رئيس الحكومة سعد الحريري جولة خارجية جديدة، في أولى محطاتها الإمارات العربية المتحدة.
تتشعّب محاور الاهتمام السياسي في لبنان مطلع الأسبوع المقبل، على وقع الزيارة التي يقوم بها الموفد الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشيل إلى المنطقة، التي استبقها مستشار الأمن القومي جيم جونز بجولة استطلاعية شملت لبنان. وفي حين غادر جونز مساء أمس الأول، بعد لقاءات رسمية عقدها في بيروت، انشغلت الساحة السياسية أمس بحراك إيراني وفلسطيني على أكثر من مستوى، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية وتأكيد مركزية القضية الفلسطينية.وفي موازاة الحركة الناشطة لمسؤولين إيرانيين وفلسطينيين على هامش مشاركتهم في الملتقى الدولي لدعم المقاومة الذي استضافته بيروت في اليومين الأخيرين، من المتوقع أن يحط الملف اللبناني غداً في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي يزورها رئيس الحكومة سعد الحريري، في إطار جولة خارجية جديدة تضم كذلك باريس والقاهرة.وفي حين لاتزال دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية مادة سجال بين الأفرقاء السياسيين، من المرتقب أن يطلع وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش مجلس الوزراء، الذي يعقد اجتماعاً بعد غد، على تصوره لآلية التعيينات الإدارية والأمنية وفق معايير الكفاءة والنزاهة والعطاء، بعد أن وضع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في تفاصيلها أمس.الانتخابات البلديةوأحال وزير الداخلية والبلديات زياد بارود إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء مشروع التعديلات على بعض الأحكام الانتخابية المتعلقة بقانون البلديات.وعُلم أنّ الوزير بارود جمع هذه التعديلات في مادة واحدة لتسهيل إقرارها بسرعة. ومن أبرز هذه التعديلات إدخال موضوع النسبيّة على الانتخابات البلديّة في البلديّات التي يزيد عدد أعضائها على 21 عضواً، إضافة إلى اقتراحه انتخاب رئيس البلديّة ونائبه مباشرة من الشعب في لائحة مقفلة. كذلك اعتماد كوتا نسائية بنسبة 30 في المئة.نائب نجادوتبلّغ الرئيس سليمان من نظيره الإيراني أحمدي نجاد رسالة شفوية نقلها إليه نائب الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية محمد رضا ميرتاج الدين، أكد فيها تقدير الرئيس نجاد والمسؤولين لمواقف الرئيس سليمان في تحصين الداخل اللبناني وترسيخ أجواء الوفاق فيه، مشدداً على "دعم إيران الكامل لوحدة لبنان وسيادته واستقلال أراضيه". وأثنى الرئيس سليمان على العلاقات الجيدة بين لبنان وإيران في مختلف الميادين، وعلى التنسيق القائم بينهما في مجلس الأمن.وشدد ميرتاج الدين، الذي التقى رئيسي الحكومة ومجلس النواب، على "المبادئ الاساسية والثابتة والدائمة للسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي تقوم على دعم ومؤازرة الهدوء والامن والاستقرار في دول هذه المنطقة ولدى كل شعوبها، والتي تتجلى من خلال عملية الاحتضان والمؤازرة لكل حركات المقاومة والممانعة ضد أعداء الامة العربية والامة الاسلامية، وفي طليعة هؤلاء الاعداء يأتي الكيان الصهيوني المغتصب والمعتدي".وإذ عبّر عن "بالغ الارتياح الإيراني تجاه الاجواء التوافقية والمناخات الإيجابية الموجودة في لبنان"، رأى أن "التلاحم الرائع الموجود حالياً بين الشعب والحكومة والمقاومة هو الذي بإمكانه أن يفتح الصفحات المشرقة والمجيدة للبنان في المستقبل".نصرالله - مشعلوشكلت الأوضاع الفلسطينية والمساعي الحالية لاستئناف المفاوضات، محور اجتماع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، على رأس وفد، مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله. ورأى المجتمعون في "الحركة السياسية الجارية لاستئناف مفاوضات التسوية بالشروط الإسرائيلية مؤشراً إلى المستوى الذي وصل إليه التراجع والعجز في الموقف الرسمي العربي في مواجهة المخاطر الإسرائيلية والضغوط الأميركية". وشدد المجتمعون على "أهمية بناء العلاقات اللبنانية-الفلسطينية في المرحلة السياسية الجديدة التي يشهدها لبنان".ومن الرابية، أعرب رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي، بعد لقائه رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، عن اعتقاده أن "الحالة التي وصلت اليها القضية الفلسطينية من السوء لن تسوء أكثر"، معتبراً أن "مواقف الكثير من الدول العربية مازالت بعيدة عن الجدية في التعامل مع القضية الفلسطينية".
دوليات
حركة إيرانية وفلسطينية في بيروت بعد الاستطلاع الأميركي
17-01-2010