القتلة المأجورون بين الماضي والحاضر
التكنولوجيا الحديثة تسهّل عمليات القتل، لكنها تصعّب الإفلات من العقاب، ففي السابق كان اختراع هوية مزيفة يقتصر على تزوير بضع وثائق وإيجاد قصة حياة قابلة للتصديق، أما اليوم، فأصبح زرع دليل مقنع لشخصية مزيفة على شبكة الإنترنت أمراً بالغ الصعوبة.
![إيكونوميست](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1495703498349730300/1495704146000/1280x960.jpg)
يولّد عصر الـ"فيس بوك" هذا مشكلة أخرى، ففي السابق، كان اختراع هوية مزيفة يقتصر على تزوير بضع وثائق وإيجاد قصة حياة قابلة للتصديق، أما اليوم، فقد أصبح زرع دليل مقنع لشخصية مزيفة على شبكة الإنترنت أمراً صعباً جداً، وبالتالي فإن وجود أي تفصيل مزيّف بات أسوأ من غيابه كلياً. حتى التسميم، الذي كان لفترة طويلة أفضل طريقة لإخفاء جرائم القتل، أصبح أصعب بكثير، فقد طوّر الاتحاد السوفييتي خبرة مذهلة في فن الاغتيال وفي صنع السموم (وقد نتجت هذه النشاطات من الجهود التي بذلها في حربه الجرثومية وعمليات التسميم بالغاز). يقدّم كتاب نُشر في بريطانيا، العام الماضي، بقلم بوريس فولودارسكي، ضابط عسكري استخباراتي روسي سابق، لمحة عن "مصنع السموم التابع لجهاز الاستخبارات الروسية كي جي بي" منذ عام 1917 وحتى يومنا هذا. تشمل "نجاحاته" مقتل منشقّ سوفييتي في فرانكفورت عام 1957، والمعارض البلغاري جورج ماركوف عام 1978، في لندن، بعد تسميمه بمادة الريسين.تحسّنت عملية تحليل السموم، لكن أحياناً وحده الحظ يكشف عن المواد السامة المحقونة بحذر. عام 2006، قُتل ألكسندر ليتفينكو، ضابط أمن روسي منشقّ كان يعيش في لندن، مسموماً بمادة البولونيوم، عنصر إشعاعي نادر. كاد القتلة ينجون بفعلتهم، وقد قال مسؤولون بريطانيون إنّ القتلة تلقوا مساعدة من الأجهزة الأمنية الروسية، ولو أن ضحيّتهم ماتت على الفور، لما أجرى أحدٌ اختباراً غريباً من هذا النوع للكشف عن حصول تسمم إشعاعي في الضحية.من المؤشرات الأخرى على احتمال فشل إرسال قتلة مأجورين إلى أراضٍ بعيدة، يمكن النظر إلى قصة زليمخان يانداربييف، رئيس شيشاني سابق قُتل عام 2004 في تفجير سيارة في قطر. اعتقلت السلطات القطرية، بعد عملية مراقبة وثيقة، ثلاثة مسؤولين روسيين، كان أحدهم يتمتع بحصانة دبلوماسية، لكن الشخصين الآخرين حُكم عليهما بالسجن. بعد خلاف كبير بين روسيا وقطر، وبعد تضرر الروابط بين روسيا والإسلام، عاد الاثنان إلى موسكو واستُقبلا استقبال الأبطال.