إيران وإسرائيل وتركيا تتبادل رسائل بحرية ساخنة

نشر في 02-06-2010 | 00:01
آخر تحديث 02-06-2010 | 00:01
ساحتها مياه المتوسط... وأوروبا معنية بذيول أية مواجهة
توقف المتابعون للتطورات في بيروت عند ثلاثة مؤشرات "بحرية" برزت الى الواجهة في غضون أقل من أسبوع:

- فالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سلط الضوء على القوة البحرية للحزب في الخطاب الذي ألقاه لمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لخروج إسرائيل من لبنان، مهددا بأن أي حصار إسرائيلي بحري للبنان سيضع كل السفن المتجهة الى إسرائيل في البحر الأبيض المتوسط تحت مرمى نيران صواريخ المقاومة.

- والصحافة الإسرائيلية كشفت، بعد ذلك بيومين، عن قرار اتخذه الجيش الإسرائيلي بنشر قوة بحرية تابعة له في مياه الخليج تتضمن غواصات ألمانية سبق لإسرائيل أن تسلمتها قبل أشهر قليلة وهي قادرة على حمل صوارخ بحر – أرض ذات رؤوس نووية.

- وجاء الهجوم العسكري الإسرائيلي على قافلة السلام البحرية التي كانت تحمل مساعدات إنسانية الى الفلسطينيين المحاصرين في غزة قبل يومين ليكمل عناصر سيناريو مواجهة بحرية محتملة مرشحة للانفجار والتمدد بحرا وجوا في أكثر من اتجاه. ويرى المراقبون أنه ليس من قبيل المصادفات أن يطلق المعنيون بالصراع في الشرق الأوسط مثل هذه الإشارات التي تبدو متفرقة في حين أن جمعها تحت سقف المواجهة المحتملة يرسم صورة عما يمكن أن تحمله الأيام والأسابيع القليلة المقبلة من مواجهات ومفاجآت قد تفجر حربا جديدة تتخطى حدودها ما سبق أن تم التعرف اليه من خلال التجارب الماضية.

وإذا كانت إسرائيل تسعى الى تركيز كل الأنظار على موضوع الملف النووي الإيراني ملوحة بالبديل العسكري لتسريع المساعي الأميركية لفرض عقوبات على طهران، فإن إيران وحلفاءها الإقليميين وفي مقدمهم حزب الله يسعون الى إبلاغ المجتمع الدولي رسالة مزدوجة:

- الأولى أن أي خيار عسكري ضد طهران سيفجر المنطقة من خلال معطيات عسكرية جديدة ليس أقلها توسيع رقعة الحرب بحرا بحيث لا تبقى محصورة في الخليج وإنما تصل الى عمق البحر الأبيض المتوسط مع ما يعنيه ذلك من تهديد يتجاوز الولايات المتحدة الأميركية الى أوروبا.

- الثانية أن خيار العقوبات الاقتصادية والحصار الذي يمكن أن تتعرض له إيران يمكن أن ينقلب سحره على إسرائيل وفي شكل غير مباشر على أوروبا من خلال ما يمكن أن يشهده البحر الأبيض المتوسط من عمليات عسكرية بحسب تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. ذلك أن أوروبا الواقعة على الجانب الغربي من حوض البحر الأبيض المتوسط ستتأثر بشل الحركة ولن يقتصر الموضوع فقط على إيران.

في المقابل، فإن المراقبين يرون في "المجزرة" التي ارتكبتها إسرائيل في المياه الدولية في حق قافلة السلام الدولية التي كان لتركيا دور أساسي فيها، والحصة الأكبر من الضحايا، رسالة إسرائيلية في أكثر من اتجاه خصوصا في اتجاه تركيا التي تسعى الى التقارب مع إيران والتي ترى إسرائيل أنها في موقفها من الملف النووي الإيراني تحاول إيجاد المخارج التي تسمح لإيران بكسب الوقت وتحقيق أهدافها الإستراتيجية من جهة، والتي في موقفها من الوضع في غزة منذ الحرب الإسرائيلية الأخيرة عليها تحاول تأمين مظلة سياسية ولوجستية لحركة حماس تمكنها من المضي قدما في مقاومة الضغوط الإسرائيلية من جهة مقابلة.

back to top