د. هلال الساير طبيب الصحة، ووزير التكنوقراط الذي أؤمن تماما بأنه يرغب في تقديم شيء للعامة، وليس لخصوص الناس كقبيلة أو طائفة أو عائلة.

Ad

لم يمض على الوزارة الجديدة سوى شهرين فقط، هي عمر هذه الوزارة، وإن كان وزراء الدفاع والداخلية والبلدية قد وجدوا في مراكزهم قبل تشكيل الوزارة الجديدة فإن الدكتور هلال تحديدا لم يمض على تعيينه سوى 60 يوما، والتي أعتقد أنها غير كافية في بلد مشبع بالبيروقراطية كالكويت لأن يغير فيها، ولو إجراء واحدا، بل إن الساير يخوض تجربة الحكومة لأول مرة في حياته، وليست أي حكومة بل حكومة يرأسها ناصر المحمد، وهو ما يحتاج من الجهد الكثير حتى يتمكن أي شخص من استيعاب طريقة ناصر المحمد في الإدارة إن كان هنالك طريقة أصلا.

وعلى الرغم من قصر المدة، وعدم وجود أي فرصة للتقييم سواء كان التقييم إيجابيا أم سلبيا فإن سهام بعض النوّاب وجهت إلى الدكتور دون أي اختبار حقيقي تمر به الوزارة، كما هي الحال مع وزير الشؤون مثلا.

سهام نواب التعسف في استخدام السلطة وجهت إلى طبيب الصحة على خلفية قضيتين، وهما إنفلونزا الخنازير ومنظمة «كاتش» الإنسانية، أما بالنسبة لقضية إنفلونزا الخنازير، فقد وقع الوزير في المحظور حينما قال «النواب شفهمهم» وهي خطيئة لا تغتفر، فنواب المجلس الحالي يفقهون في البترول والصحة والاقتصاد والنووي أيضا، وأي كلام غير هذا الكلام هو كلام مرفوض ومصيره المساءلة حتما.

فعلى الرغم من عدم وجود حالات استعصت على هذا الوباء في الكويت ولله الحمد، فإن النوّاب يرفضون تصريح الوزارة بعدد الحالات لأن هذا التصريح «يخرّع» الكويتيين؟! وبما أن الوزير كمسؤول عن وزارته ساهم في «تخريع» الكويتيين من مرض متفش في العالم فإنه يستحق المنصة، وتليها طبعا المقصلة السياسية.

أما بالنسبة لموضوع «كاتش» فبعض النواب المتعسفين في استخدام السلطة يدّعون أن هذه المنظمة تقوم بدور تبشيري للمسيحية، وأنا لن أكذبهم وأقول فعلا إن منظمة «كاتش» تقوم بالتبشير للمسيحية، وقد اكتشف بعض النوّاب ذلك قبل 10 أيام كأقصى تقدير، علما أنهم لم يقدموا أي دليل على ما يقولون لكن يتوجب على الوزير أن يحاسب «كاتش» حتى إن لم يكن هنالك أي دليل لأن النواب «كذبتهم صج».

طبعا السبب معروف وهو الفكر الذي يتبناه الساير، ومعاملات العلاج بالخارج غير المستحقة، وإيقافها من قبل طبيب الصحة، وأنا هنا لا أقول إن وزارة الصحة جنّة، ولا أقول إن الساير أصلحها بعد فسادها، فتراكم 30 عاما لن يُحل حتى في أربعة أعوام كاملة، ولكن الساير لن يبقى للأعوام الأربعة المقبلة، وعليه أن يحزم حقائبه، فبمجرد وفاة حالة إنفلونزا أو خطأ طبي أو حتى حريق في مستشفى متهالك أودى بمعصومة المبارك من ذي قبل، فهو سيودي بهلال الساير اليوم، فـ«باي باي» دكتور هلال أقولها لك مسبقا.

خارج نطاق التغطية:

مقيم أميركي مسيحي أراد الزواج بفلبينية مسلمة، فذهب إلى لجنة التعريف بالإسلام لكي يشهر إسلامه، ويتمكن من الزواج بها، فطلبوا منه بعد أن نطق الشهادتين أن يقول إنه يكره المسيحية واليهودية!!

ولولا الملامة لطلبوا منه أن يقول «إييييييه» على طريقة شعبان عبدالرحيم.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء