علي الجابر لـ الجريدة•: «النافثا» الكويتية هي الأنسب لدى اليابانيين... ومع ذلك خسرنا عقودنا معهم!

نشر في 16-03-2010 | 00:04
آخر تحديث 16-03-2010 | 00:04
No Image Caption
أفضل شرب القهوة ولعب الكوت على منصب وزارة النفط «الكابوس»
استنكر العضو المنتدب لشؤون التسويق العالمي في مؤسسة البترول الكويتية السابق الشيخ علي جابر العلي ما يتعرض له قطاع التسويق العالمي حاليا من خسارة لعقود مع زبائن تربطهم بالكويت علاقة تاريخية مميزة، وقال علي الجابر في لقاء مع "الجريدة" إن المسؤول عن التسويق العالمي حاليا ليست لديه خبرة في هذا المجال، ولم يسوق برميل نفط واحداً قبل أن يأتي إلى القطاع، مشيرا إلى أن هذا القطاع يعد الواجهة الرئيسية لمؤسسة البترول، وعمره أكثر من 45 عاما، ومن المخجل أن يحدث هذا التدهور الآن، وعلى مجلس إدارة المؤسسة استدعاء المسؤول للاستفهام عن خسارة العقود، وقال إن المشاكل تتزايد في القطاع النفطي والسبب يرجع إلى التعيينات السياسية المزاجية، وفقدنا المعايير المهنية للعامل في القطاع النفطي، ووصف علي الجابر بعض القيادات النفطية بأنهم أنانيون لأنهم قدموا مكاسبهم الشخصية على العمل الوطني، إذ كان لزاما عليهم أن يصححوا الخطأ ويحترموا مهنيتهم، لكنهم فضلوا الفوائد الإدارية على المهنية... وإليكم التفاصيل.

• لماذا لم تتطرق في موقعك الإلكتروني إلى مقال يتعلق بخسائر التسويق العالمي لبعض العقود النفطية؟

- لا أحب ان اكتب عن هذا الأمر، و"لكن عيب، عيب، عيب ما يحصل من خسائر للعقود" حيث إن التسويق العالمي في الكويت عمره 45 سنة، ونحن اول من انشأ ادارة لتسويق المنتجات البترولية من المواطنين على مستوى الخليج، وفي وقت لم تملك بعض دول الخليج مصفاة والبعض الآخر كانت مصافيه للاستهلاك المحلي، كنا نحن نتقدم عنهم ببيع الديزل والكازاويل والنافثا والكيروسين في العالم كله، وبعد هذا يأتي ابناء اليوم ويكسرون اسواقنا... والله عيب!

• برأيك هل كل المشاكل في القطاع النفطي سببها الوزراء وقصر فترة توليهم؟

- كنت اتمنى ان تقف المشاكل في النفط على قصر فترة الوزير، ولكن للأسف تم تسييس النفط وخربوا اسس ومعايير التقييم، واصبحت شخصية لا موضوعية، وبدأت المشاكل تتفاقم في القطاع النفطي، والسبب يرجع إلى التعيينات السياسية المزاجية، فهم يأتون بعاملين لا أحد يشهد لهم بالتميز، وفقدنا المعايير المهنية للعامل في القطاع النفطي.

نظيف الذمة المالية

• ذكرت في أحد المقالات أن القطاع النفطي سيرى الكثير من الفساد والهدر المالي إذا لم يعين وزير للنفط ذو خبرة، فما مواصفات الوزير؟ وهل لا يوجد في الكويت رجال لقيادة هذا المنصب؟

- لدينا رجال باستطاعتهم تولي زمام وزارة النفط، والوزير يجب ان توجد فيه صفات مثل ان يكون نظيف الذمة المالية، وان تكون لديه خبرة في الصناعة النفطية لا تقل عن 15 سنة، وان يكون شخصا يحب الكويت اكثر من حبه لامواله الخاصة، وهناك اسماء تتميز بهذه الصفات امثال عبدالله الرومي وعبدالهادي العواد العجمي وكامل الحرمي ورياض الصالح.

• إذن سيستمر الفساد والهدر المالي في النفط؟

- نتمنى غير ذلك، ولكن اذا استمر الوضع على ما هو عليه فلن يتوقف الهدر المالي، والموضوع ليس متعلقا بوزير النفط، وهو يمكن ان يكون مصلحا ومع ذلك هناك عناصر اخرى للاصلاح مثل مجلس الامة المتمثل في الرقابة المالية على مؤسسة البترول ومشاريعها، وللاسف النائب الوحيد الذي نراه يحترق على قضايا النفط في مجلس الامة هو احمد السعدون، اما الباقون فتنقصهم الثقافة النفطية، كذلك هناك عنصر آخر للاصلاح يتمثل في الشعب، وهنا اعتب على الكاتب في شؤون النفط كامل الحرمي، حيث طلبنا منه ان يعمل مدونة للنفط ويشارك فيها العاملين القدامى في القطاع النفطي الذين لديهم آراء ليثقفوا بها الشعب، ولكن للاسف لم يعملها، وعن قريب سيتبنى بعض العاملين

السابقين في القطاع هذه الفكرة.

• لماذا تصف في مقالاتك كل من يطالب بالاستعانة بالشركات النفطية الاجنبية بأنهم لصوص النفط؟

- كنت في مجلس الامة، مصادفة، وكان الحديث عن تطوير حقول الشمال، والحكومة طرحت 6 مليارات دينار قيمة التطوير، وإذ بأحمد السعدون يستخرج ارقام التطوير الـ 250 برميل المراد تطويرها، ويكشف ان المبلغ هو مليار ونصف المليار دينار، وارقامه من ميزانية مؤسسة البترول الرأسمالية! وباقي الاموال اين ستذهب؟

الأهم قيادة «اللكزس»!

• أين دور قياديي مؤسسة البترول في شرح مشروع حقول الشمال؟

- للاسف بعض القياديين قدم مصالحه الخاصة على مسؤوليته الوطنية والعامة، وكان همه الاول المحافظة على منصبه، ونسي المصلحة العامة، وكان "يطبل" لما يراه وزير النفط مناسبا، وهناك مثل حديث لبعض القيادات وخاصة الذين امتدحوا عبر الصحف، وعلى رأسهم الرئيس التنفيذي للمؤسسة، مشروع الشراكة مع داو كيميكال "الكي داو"، ولكن بعد الغاء المشروع لم يقدم احد منهم استقالته، اذا هذه القيادات هل يمكن ان نثق بها؟ وللاسف الهم الاكبر لهم هو ركوب السيارة اللكزس المصروفة لهم والهواتف.

ولكن نسمع الآن بعض الاصوات تقول إنه لا يمكن ان نطور حقولنا دون الاستعانة بالشركات الاجنبية، اذا طوال هذه السنوات من كان يطورها؟ أليس الشباب الكويتيون من يطورها، ويعرف حق المعرفة كل صغيرة وكبيرة، وهم الاجدر بذلك، ومع ذلك لا يريد احد ان يتحدث عن ان لدينا كفاءات وطنية، ومن يقول ذلك لن تتم ترقيته.

والمفارقة ان الكويت لديها شركة استكشاف خارجية (كوفبك) متميزة في الاستكشافات خارج الكويت، أليست لديهم القدرة على العمل داخل الكويت! هذا قمة التناقض.

• لماذا وصفت بعض القيادات النفطية بأنهم أنانيون؟

- لانهم قدموا مكاسبهم الشخصية على العمل الوطني، وكان لزاما عليهم ان يصححوا الخطأ ويحترموا مهنيتهم، ولكن فضلوا الفوائد الادارية على المهنية.

معنويات العاملين

• هل كل هذه المشاكل كفيلة بأن تخفض معنويات العاملين في القطاع النفطي؟

- نعم... هناك تدن كبير في معنويات العاملين في القطاع النفطي، والسبب هو تفشي الواسطة في تعيين العاملين، وللاسف هؤلاء لا يرغبون في سماع اي شيء ممن لديهم الخبرة، وعلى هؤلاء الاشخاص الا يصدقوا أنفسهم لانهم لم يأخذوا هذه المناصب عن كفاءة واستحقاق، واقل ما يمكن ان نشبههم بالمرض السرطاني الذي يعتاش على نفسه، ويرى هؤلاء ان الكفاءة تشكل لهم مصدر تهديد، لذلك يقومون بقتلها، ويأتون بمن يكونون على شاكلتهم.

• هل ذلك يعني أنه لا يوجد احد كفء في القطاع النفطي؟

- هناك اشخاص متميزون، ولكن اذا كان معيار التقييم فاقدا للمهنية أعانهم الله، حيث إن هناك قياديين تم التلاعب بهم اداريا، وهو ما حصل في تنقلات رؤساء مجالس ادارة الشركات النفطية الغريبة، خاصة أن المؤسسة تدعو إلى تطوير الحقول النفطية، ولكن للأسف تم نقل فاروق الزنكي، وهو مهندس حقول متميز، من شركة نفط الكويت إلى شركة البترول الوطنية التي تدير مصافي تكرير النفط، ونقل المهندس سامي الرشيد المتخصص في الكيمياء، وهو متميز في عمليات تكرير النفط، إلى نفط الكويت، هذه التنقلات نضع عليها علامة استفهام كبيرة. وللاسف الأمر لم يقف عند هذا الحد من التخبط الاداري، حيث نرى المسؤول عن التسويق العالمي في المؤسسة، الذي يعد الواجهة أمام الزبائن في الخارج، يتم استبعاده من مجلس ادارة مؤسسة البترول، هذا يسمى "هراء"، فالعضو المنتدب عن التكرير والمسؤول عن الانتاج موجودان في مجلس ادارة المؤسسة، هؤلاء لمن ينتجون ويكررون النفط أليس للاسواق العالمية إذا من المفروض أن يكون المسؤول عن التسويق موجودا لأنه هو الذي يعرف وملم بكيفية تسويق المنتجات النفطية! لذلك نريد وزيرا للنفط ملما بالصناعة النفطية، ولا يتحكم فيه مجموعة من الخبراء، وللاسف كل وزراء النفط السابقين كانوا "بالتلزيق".

• تطرقت في مقالاتك إلى أن قطاع التسويق العالمي يمر بأوضاع صعبة، ومن يتولى هذا القطاع يجب أن يكون من أصحاب الخبرة، فما هي الاوضاع الصعبة؟ وهل الذي يدير التسويق العالمي ليست له خبرة؟

ـ للاسف المسؤول عن التسويق العالمي حاليا ليست لديه خبرة في هذا المجال، ولم يسوق برميل نفط واحدا قبل أن يأتي للقطاع، ولم يعمل في القطاع، وعندما نفقد عقود النافثا مع اليابانيين فإن هذا أمر غريب، علما أن النافثا الكويتية هي الأنسب لدى اليابانيين، كذلك تم بناء سفن لنقل الكازاويل إلى إندونيسيا وبنغلادش، ومع ذلك نفقدها الآن، أليس هذا أمرا غريبا، والمستغرب أين المسؤولون لمحاسبة المقصرين، ولكن المشكلة اتضحت، وهي بأكبر رأس في التسويق العالمي عبداللطيف الحوطي، ويجب على مجلس ادارة مؤسسة البترول والمجلس الاعلى للبترول ان يقوما باستدعائه والاستفهام منه لخسارة هذه العقود.

• يقول البعض إنك تسعى إلى منصب وزارة النفط من خلال نشر المقالات في موقعك الخاص، هل بالفعل ترغب في تقلد هذا المنصب؟

ـ اولا، أنا خادم لسمو أمير البلاد، وانا العصا التي لا تعصى، ولكن إن ترك لي الخيار في ذلك فأنا أفضل شرب القهوة في ستاربكس، وقراءة الكتب صباحا، وفي المساء أفضل لعب الكوت بوستة، أما وزارة النفط فهي تمثل لي كابوسا ولست مهتما بها.

back to top