مشكلة كتّاب ما يسمى بالتيار الوطني، أنهم حصروا أنفسهم في خانة الهجوم على التيار الديني، فلا تجد لهم حضوراً إلا عندما يتم منع إقامة حفلة غنائية في رأس السنة أو احتفالات «هلا فبرابر»، والأسوأ من ذلك أنهم بدلا من نقد مواقف ممثليهم المتخاذلة في البرلمان تجاه أي قضية تتعلق بالمال العام أو انتهاك للقانون تجدهم يبحثون عن مبررات لتلك المواقف.

Ad

لم أقرأ منذ فترة طويلا مقالا صريحا وجريئاً مثل ذلك الذي كتبه الزميل إبراهيم المليفي يوم الخميس الماضي عن نواب كتلة العمل الوطني، فالمليفي في مقال «الأغلبية الصامتة: كتلة الحضر» وضع الإصبع على الجرح دون مجاملة أو لفّ ودوران، فكان ما سطره نوعا من جلد الذات، ودعوة للمصارحة بهدف تعديل المسار بعيدا عن التزلف.

مشكلة كتّاب ما يسمى بالتيار الوطني، أنهم حصروا أنفسهم في خانة الهجوم على التيار الديني، وكما قلت في مقال سابق، لا تجد لهم حضوراً إلا عندما يتم منع إقامة حفلة غنائية في رأس السنة أو احتفالات «هلا فبرابر»، والأسوأ من ذلك أنهم وبدلا من نقد مواقف ممثليهم المتخاذلة في البرلمان تجاه أي قضية تتعلق بالمال العام أو انتهاك للقانون تجدهم يبحثون عن مبررات لتلك المواقف، ويختلقون الأعذار لنوابهم تحت ذرائع «الشخصنة» و«القبلية» و«الفرعية» وغيرها، فهم لا ينظرون إلى الحق بل إلى حامله.

من وجهة نظري فإن كتلة العمل الوطني الحالية لا تمثل بأي شكل من الأشكال التيار الوطني بمفهومه الحقيقي، وعدا النواب صالح الملا وأسيل العوضي ومرزوق الغانم، فإنها تبدو كتلة بلا لون ولا طعم ولا رائحة، ولعل ما حدث في استجواب وزير الإعلام يؤكد أنها كتلة أوهن من بيت العنكبوت، وأعتقد أن الوقت قد حان بالنسبة للنواب الثلاثة لإعادة النظر في وجودهم كأعضاء داخل تلك الكتلة، ولو من منطلق المثل القائل «فكة من جحا غنيمة».

***

نمى إلى علمي أن هناك مجموعة من الناشطين السياسيين والكتّاب والمدونين بصدد إنشاء صندوق لجمع التبرعات لكل من محمد الجاسم وفيصل المسلم وخالد الفضالة تحسباً للغرامات المالية «الكبيرة» التي قد يحكمون بها على خلفية القضايا المرفوعة عليهم من أكثر من جهة. هدف تلك المجموعة إيصال رسالة إلى من يهمه الأمر بأن «الجماعة» ليسوا وحدهم في معركة «الرأي»، وأنهم يمثلون شريحة كبيرة من الناس على أتم الاستعداد أن تقف معهم، وتدعمهم إلى أبعد مدى.

وإذا ما حدث هذا الأمر فإنه يمثل تطورا لافتا لجهة أن الشارع الكويتي ليس سلبيا في التعامل مع القضايا التي يعتقد أنها تعبر عنه، وقد يشكل نقلة نوعية ستعيد حسابات البعض في التعامل مع الخصوم السياسيين في المستقبل.

***

منطق غريب وعجيب وغير «طبيعي» ذلك الذي قاله الكاتب المغترب، فهو يطالب نواب قبيلة مطير أن يتنازلوا عن ثلاثة مقاعد في الدائرة الرابعة لقبائل أخرى إن كانوا حرصين على الوحدة الوطنية. تمعنوا جيدا في هذا «المنطق» المعوج الذي يعبر عن سطحية مفرطة في طريقة التعاطي مع القضايا السياسية المهمة وعلى رأسها الوحدة الوطنية.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة