القاهرة مدينة تموج بكل شيء، كل ما يخطر وما لا يخطر على البال موجود فيها... التاريخ الحضارة العمران الأديان- كثرة البشر، اكتظاظ الشوارع
وازدحام السيارات، وأصوات الموسيقى والغناء وميكرفونات المآذن، الليل الذي لا ينام والنهار الذي لا ينقضي ومواليد يتزايدون.في القاهرة هذه والذي أعشقها حتى النخاع «بعبلها» مثل ما يقول أصدقائي المصريون كل ما يحبه ويعشقه الفنان... لأنها حقيقة منتجة ولادة للفن...وأتذكر أنني قلت في إحدى الندوات وتعقيبا على فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل إنه ليس غريبا فوزه بنوبل فكل من يعيش بالقاهرة قادر على الفوز بالجائزة إياها... فالفن في حواريها تستطيع حمله بالقفف أي بالدلاء أو «الزبيل» وهذا صحيح فكل ما فيها يؤجج الفنان ويشعل في داخله بركانا من الصور الفنية وكله ملقى على قارعة الطريق.لهذا نجد القاهرة تمور في المؤتمرات والندوات والمعارض الفنية،ومنها دعيت الى حضور ملتقى القصة... برغم أنني لم أكتب القصة بمعناها المعتاد والمتداول، ولكني كتبت القصة الشعرية وأيضا القصة القصيرة جدا.ومن هنا جاءت مشاركتي في القصة القصيرة ومغامرات الشكل والتي أوجدت من خلالها الفكرة التي تربط ما بين القصة القصيرة جدا وقصيدة الهايكو العميقة في إنسانيتها، ومشاركة المتلقي في إنتاجها مما سيطيل من عمرها ويعطيها مذاقا حداثيا جديدا، خاصة لسهولة تداولها وانتشارها في المسجات والإيميلات والمدونات وغيرها.والمتميز في هذا الملتقى هذا التنظيم الدقيق والواعي بكل شيء بدءا من المكاتبات حتى الوصول والإقامة والمرافقة في الندوات وإعداد الجداولوالكتيبات والكتب وكل ما يخص الملتقى. شباب التنظيم كانوا في منتهى الانضباط والمتابعة بكل شاردة وواردة في الملتقى وضيوفه وندواته الكثيرة والمحتشدة في مضامينها وأطروحاتها.كانت هناك في اليوم الواحد تقام أكثر من ندوة وبمحاور متجددة وكتابونقاد من مختلف البلدان العربية.ومع كثرة الندوات أصبح من الصعب متابعتها على الرغم من اختلاف محاورها وأهميتها وكان الاختيار يمثل مشكلة، لأن هناك ندوات كثيرة فعلا تستحق الحضور، كما أن هناك مشاركة لأصدقاء يحبون وجودك معهم مما يصعب من عملية الاختيار، والندوات تدور في خمسة مواقع- قاعة المجلس، قاعة المؤتمرات، قاعة الآداب، القاعة العامة وقاعة الفنون وكلها مشغولة في الندوات الصباحية والندوات المسائية في آن واحد. ويجب التوفيق في ما بينها.ولكن في النهاية ولد هذا الملتقى دراسات مهمة وعديدة تثري ساحة القصة القصيرة وتبعث فيها الحياة من جديد.
توابل
فن يغرف بـالقفف
30-11-2009