العيد اليوم في الغالب، أو غداً، وكل عام وأنتم بخير وسعادة، والموضوعات الثقيلة التي تستحق الكتابة كثيرة، لكنني خشيت أن يضيع حقها في جو العيد، لذلك سأكتفي بنتف أفكار من هنا وهناك.

Ad

***

أثناء إعدادي هذه الفكرة اكتشفت أن لدينا على الأقل فريقين كويتيين تطوعيين للغوص، وقد وجدت أن لكل منهما إنجازات مبهرة تعتبر من العلامات الوطنية المضيئة التي يحق لنا ككويتيين أن نفخر بها، فهذه الفرق تعمل بمثابرة ودون ضجيج لتقوم بالعديد من عمليات إنقاذ الكائنات البحرية وانتشال مئات القوارب الغارقة وغيرها من المهام المتميزة.

أحد هذين الفريقين، وهو فريق «سنيار» التابع لمركز العمل التطوعي، شارك منذ أيام في عملية إنقاذ محطة مجاري مشرف الغارقة، وكما هو واضح من التغطيات الصحافية فإنه أدى عملاً ممتازاً، وكانت مشاركته من العناصر الأساسية، إن لم تكن العنصر الأساسي في تحقيق التقدم وخفض معدل التدفق.

هذه الفرق، تستحق كل عناية وتكريم من الدولة، شريطة بقائها على هيئاتها التطوعية المستقلة، فاللمسة الحكومية، كما علمتنا التجارب، ما دخلت قرية إلا أفسدتها... أو لنقل أغرقتها!

***

من علامات مرحلتنا السياسية الحالية أن الكل قد صار عرضة للاتهام بالفساد «المالي»، فلا يكاد أحد ينجو من ذلك، والأسماء المتفق عليها تكاد تكون انعدمت، والحقيقة أن هذه سُنّة الحياة والعمل، فوحدهم مَن لا يعملون من لا يَمسُّهم شيء من التشهير الظالم.

الزميل زايد الزيد، ناشر موقع «الآن» الإلكتروني، وهو الموقع المعروف اختلافي مع سياسته في النشر، سواء لمواده أو لتعليقات قرائه، يتعرض اليوم بدوره لهجمة إنترنت مرتدة في بعض المواقع تتهمه بأن له مصلحة من وراء هجوم موقعه على مناقصة محطة كهرباء الصبية، وذلك، على حد زعمهم، لأن مفاوضات جرت بينه وبين أطراف في وزارة الكهرباء بناء على طلبه بحيث تعطى شركة من طرفه عقداً في الباطن بقيمة 10 ملايين دينار، مقابل أن يسكت هو عن إثارة موضوع المناقصة، وكطبيعة المواد التي تعج بها مواقع الإنترنت ومدوناتها هذه الأيام بل وحتى بعض الصحف المطبوعة للأسف، أتت الاتهامات ملقاة على عواهلها بلا أدلة، معتمدة على القراء الذين يسيل لعابهم على كل ما هو مثير، ويَندر مَن يتثبت منهم من المعلومة قبل أن يشرع في نشرها وترويجها.

اختلافي مع سياسة موقع الزميلين زايد الزيد ود. سعد بن طفلة وأسلوبه في الطرح لا يمنعني من الوقوف إلى جانب الزميل الزيد هنا، ورفض ما أشيع عنه مادام بلا أدلة معتبرة، ورفض هذا الأسلوب الابتزازي الرخيص.

***

فوجئت منذ أيام، إذ لم يكن قد بلغني النبأ، بخبر منشور في مجلة «أبواب» الشبابية عن وفاة الدكتور جعفر بهبهاني، أستاذ علم النفس في جامعة الكويت، وقرأت بعدها بأيام مقالاً رثائياً جميلاً مؤثراً عنه بقلم الدكتور هلال الساير وزوجته مارغريت الساير في الصفحة الأخيرة هنا في جريدة «الجريدة».

د. جعفر بهبهاني هو أستاذ علم النفس الذي تتلمذت على يديه في كلية الطب بجامعة الكويت، وهي المادة التي عشقتها كثيراً، وقد كان بوسامته وجسده الرياضي الطويل الممشوق وأناقته الدائمة وهدوئه الساحر وقيادته لتلك «البورش» التي كانت تكمل مظهره البراق، يمثل لي، ولا أشك للكثير من زملائي، نموذجاً للأكاديمي المتميز، وأعترف بأنه كان كذلك محل إعجاب وغيرة منا.

لكن الأمر لم يكن مقصورا على ذلك، فقد كان للدكتور بهبهاني كثير من الإنجازات الأكاديمية والعلمية، والأنشطة المجتمعية اللافتة التي منها أنه أحد مؤسسي «الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال في المستشفى» (كاتش). رحمك الله يا دكتور جعفر، والشكر الجزيل لك على كل ما تعلمته منك، وستبقى صورتك جميلة في الذاكرة.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء