لقاء مع الحسين بن علي!
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
أثارني اختلاف الرجل، فسألته عن التعليم الذي تلقاه، فأجاب بأنه يحمل شهادة جامعية في الشؤون الدولية بالإضافة إلى شهادة تخصصية ثانية، ومرة أخرى قررت أن أختبره، فسألته هل هذه هي ذاتها العلوم السياسية، فأجابني بأنها مرتبطة بها بشكل من الأشكال، إلا أنها تهتم في المقام الأول بدراسة الظواهر الدولية، والبحث في أسبابها الجذرية، وتحليل نتائجها اللاحقة!أدهشني الرجل، فقلت له كيف انتهيت مع هذه الشهادة إلى هذه الوظيفة، فقال إنه وجدها من خلال إعلان للتوظيف نشر في باكستان، لأنه لم يجد عملا في بلده، وأنه يحدوه الأمل في أن ينتقل منها إلى أخرى حين تتحسن الظروف، فهو يؤمن بضرورة أن يكون داخل نظام العمال حتى يتمكن من القفز من قطاع إلى قطاع، وألا يبقى خارجه لأن الأمر سيكون حينها صعبا جدا (وهذه عبارته بالضبط)، إلا أنه بعدما وصل إلى دبي منذ عام ونصف، حصلت الأزمة الاقتصادية، مما جعل الأمور أصعب قليلا لكنه واثق من تحسنها، ثم عرج للحديث عن الأزمة الاقتصادية وآثارها في دبي، وجدوى المعالجات التي تتم، وأي القطاعات أكثر تأثرا من غيرها واسترسل في ذلك! تحت وقع الدهشة المتزايدة، طلبت منه أن يتجول بي في دبي ليريني معالمها، وأنا راغب فقط أن أستمع إليه أكثر، فأخذ يجول، ويصف ما يصادفنا من معالم وأبنية، ولكن كذلك بشكل مختلف، حيث كان يتحدث عن العلامات والفروقات الهندسية والمعمارية بشكل لم أكن لأتخيل أن يصدر عن سائق تاكسي. جرنا الحديث بعدها إلى ذكر الحضارة الهندية، فوصل بي إلى قصة لابنة أحد المهراجات كانت تكتب الشعر، وحاول أن يترجم لي قصيدة من قصائدها، فأنشد يقول: بقطرة من بعد قطرة يكون المحيط، وبحبة رمل من بعد حبة رمل تكون الأرض، وبنبضة حب من بعد نبضة حب يكون الإنسان!وصلت إلى الفندق الذي كنت أسكن فيه، وترجلت من سيارة «التاكسي»، وأنا أقول لنفسي: يا لها من حياة مثيرة هذه الحياة، تفاجئك بما لا يمكن أن تتخيله في أغرب الأماكن. من يتخيل حكيماً من بلاد الهند يقود «تاكسي»؟! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة