ضمن نشاطه الأسبوعي، استضاف ملتقى الثلاثاء الثقافي الروائية السورية لينا هويان الحسن، في أمسية عن تجربتها الإبداعية، أدارها الشاعر عبدالله الفلاح.

Ad

تناولت الروائية السورية لينا هويان الحسن موضوعات متنوعة في الأمسية الأدبية، متطرقة إلى جوانب شخصية وأمور ثقافية وموروثات شعبية، وترى أن روايتها "سلطانات الرمل" تجاوزت محظور العشيرة.

وفي مستهل الأمسية قدم الزميل عبدالله الفلاح لمحة ذاتية عن الضيفة، مشيراً إلى عشقها للروائي ماركيز مقتطعاً جزءاً من إحدى مقالاتها التي نشرت حديثاً "مارادونا يقلع عيون العالم بركلة من ذهب، ما أروع أن تتقنوا الركلات، وما ألذ أن تحرز هدفك من دون غش!"

ثم يضيف الفلاح "لينا الحسن روائية تكتب كمن يفتش عن فرح، تكتب بعيداً عن اللعب بالغرائز ولا تجيد كتابة روايات يحتاج من يقرأها إلى عملية جراحية في الروح".

كما قدّم الفلاح رصداً مختزلاً لأعمالها الأدبية قائلاً "في عام 1998 قدمت أول عمل روائي لها (معشوقة الشمس)، وتحكي الرواية سيرة أمير بدوي شهير، وفي عام 2001 قدمت رواية تاريخية بعنوان (التروس القرمزية)، أعقبتها بعمل روائي آخر (التفاحة السوداء)، وفي عام 2005 قدمت روايتها الرابعة (بنات نعش)، وأخيراً رواية (سلطانات الرمل)".

جرأة مفقودة

ثم تحدثت الروائية لينا الحسن عن تطور مكونات السرد لديها خلال خمسة أعمال روائية أنجزتها في عقد من الزمن، مشيرة إلى جرأتها في رواية "سلطانات الرمل" متخلصة من الخوف الذي اتسمت به أعمالها السابقة، كما انتقدت لينا بعض أعمالها الروائية قائلة "ما يؤخذ على روايتي (معشوقة الشمس) عدم تسمية شخوص الرواية بأسمائها الحقيقية، مكتفية بتسمية أمير بدوي... وهكذا".

وتضيف  "في روايتي (بنات نعش) أهديت العمل إلى شيخ عشيرة، وهذه المرة الأولى التي يتم فيها تقديم إهداء بهذا النوع، كما التصقت بي بعض الاتهامات منها صفة (السلفية الادبية)، بالإضافة إلى استخدام البعض لغة عدائية ضدي لكن أنا لا أحارب أحداً، لا أنكر أني متواطئة مع أهل البادية لذا قررت التخلص من مخاوفي التي كانت تُطبق علي في روايتي الاخيرة (سلطانات الرمل)".

كتابة التراث

وعقب ذلك، فُتح باب النقاش الذي امتد إلى أكثر من ساعة وأجابت لينا الحسن عن استفسارات الحضور، وذكرت أنها تطرقت إلى أمور سياسية ودينية واجتماعية خلال السرد، كما أن ثمة وجوداً للخيال في اعمالها لكن شخوص هذه الروايات مستلهمة من الواقع، وتضيف "بما أني بنت بادية الأندرين، فأنا أملك الحق في كتابة تراث منطقتي".

وعن الحيادية في أعمالها تقول "لا أتصور أن يكون كاتباً حيادياً لأن الحياد لا ينتج شعراً أو أدباً".

واستطردت في الحديث عن سمات أهل البادية التي تحتفظ بها إلى الآن "البدو ليسوا مفصولين عن الزمان والمكان، وليس ضرورياً أن أحمل عصاً في يدي وأرعى الغنم لأثبت بداوتي".

من جانبه، أكد الروائي اسماعيل فهد أنه لم يشعر بلهاث الرواية في القسم الأول من عملها "سلطانات الرمل"، مشيراً إلى جهدها المبذول في توثيق بعض عادات وتقاليد أهل البادية، معتنية بالتفاصيل الدقيقة.

وعن مدى التزامها بموضوع البادية خلال أعمالها المقبلة توضح لينا الحسن "لم يحدث تغيير في نوعية الكتابة، هذا يعني أنني أعاني فقراً في أدواتي، لذا لن يطرأ أي تطوّر على أعمالي الأدبية".