الصين تعزز أنشطة التنقيب عن النفط في «المياه العميقة» ليصل الإنتاج إلى مليون برميل يومياً عام 2020

نشر في 20-07-2010 | 00:01
آخر تحديث 20-07-2010 | 00:01
المؤسسة الوطنية الصينية لنفط الأوفشور تمكنت من تحقيق عدد من الاكتشافات في المياه العميقة قبالة الشواطئ الصينية, بما في ذلك حقلا «ليوهوا 29-1» و«ليوان 3-1».
قال تقرير صدر أخيراً عن "آوتلوك اكسبرس" إن الشركات الصينية عمدت خلال السنة الماضية الى تصعيد أنشطتها في المجال النفطي, ويشير تقريران صدرا عن محللين في "إنفيلد إنرجي" و"وود ماكنزي" الى أن تلك الأنشطة ستزداد أيضاً في المستقبل القريب, وخاصة مع توسع الشركات الوطنية للنفط في عمليات المياه العميقة.

وتتوقع "إنفيلد" أن تشتمل حملة المياه العميقة في الصين على عمليات واسعة النطاق ومحلية المنشأ لاستكشاف وتطوير النفط قبالة الصين.

وتخطط المؤسسة الوطنية الصينية لنفط الأوفشور خلال العقدين المقبلين لاستثمار ما يصل الى 30 مليار دولار في عمليات المياه العميقة في بحر الصين الجنوبي، من أجل زيادة إنتاج النفط والغاز الى أكثر من مليون برميل يوميا بحلول عام 2020, غير ان المؤسسة الوطنية الصينية للنفط, يضيف التقرير, تتمتع بقدر قليل من الخبرة في عمليات المياه العميقة، وذلك نظراً إلى وجود 98 في المئة من البنية التحتية لمنصات البلاد العاملة ضمن مياه بعمق 500 متر أو أقل من ذلك.

غير أن الصين, على الرغم من ذلك, بدأت التحرك نحو عمليات المياه العميقة, كما أن وحدة الحفر "دي بي 3 هاي يانغ شي يو 981"، وهي الأولى من نوعها التي تصمم وتصنع في الصين، قد غادرت أحواض السفن في شنغهاي في أواخر شهر فبراير، وهي قادرة على العمل في أعماق تصل الى 3000 متر، والحفر حتى عمق يبلغ 10000 متر، وإضافة الى ذلك قامت شركة رونغشنغ للصناعات الثقيلة ببناء سفينة لمد الأنابيب في المياه العميقة، وحسب تقرير "إنفيلد" فإن بناء وحدة الحفر وسفينة مد الأنابيب هما خطوة الصين الأولى نحو عمليات المياه العميقة.

ويمضي التقرير الى القول إن من بين استثمارات المؤسسة الوطنية الصينية لنفط الأوفشور، البالغة 30 مليار دولار، سيتم استخدام 2.2 مليار دولار من أجل صنع وتشغيل وحدة حفر متنقلة قبالة الشاطئ, و880 مليون دولار سوف تخصص لصنع سفينة حفر تعمل على عمق 3000 متر في المياه العميقة, و440 مليون دولار من أجل بناء سفينة لمد الأنابيب في المياه العميقة، ويقول التقرير إن الصين تعتقد ان بحر الصين الجنوبي يماثل حقل النفط "داكينغ" قبالة الشاطئ، والذي ينتج قرابة المليون برميل يومياً في فترة الذروة.

اكتشافات واعدة

وأضاف التقرير أن المؤسسة الوطنية الصينية لنفط الأوفشور تمكنت حتى الآن من تحقيق عدد من الاكتشافات في المياه العميقة قبالة الشواطئ الصينية, بما في ذلك حقل "ليوهوا 29-1" وحقل "ليوان 3-1" المجاور, وقد تم تقديم خطة تطوير للأخير الى السلطات التنظيمية في وقت مبكر من هذه السنة، وكان حقل "ليوان 3-1" الذي تم اكتشافه في عام 2006 أول اكتشاف في المياه العميقة في الصين, وهو يحتوي على كميات من الغاز تقدر بحوالي 100-150 مليار متر مكعب. وقبل قرابة الشهر أعلنت شركة هسكي إنرجي، التي تقوم بتشغيل حقلي "ليوان 3-1" و "ليوهوا 34-2"، أن عملية تقييم لاكتشافها في حقل "ليوهوا 29-1" بعمق يبلغ 765 متراً في الماء أفضى الى "نتائج مشجعة".

ويعتبر حقل "ليوهوا 29-1" الاكتشاف الثالث البارز لشركة هسكي إنرجي للغاز في المياه العميقة في الكتلة 29-26.

من جهة اخرى، بدأت المؤسسة الصينية للبتروكيماويات أيضاً تنفيذ برنامج في المياه العميقة، وقد حصلت على حصة في الكتلة 18 قبالة شواطئ أنغولا. وحسب التقرير فإن خطة هذه المؤسسة تهدف الى اكتساب خبرة عملية في المياه العميقة في أنغولا، واستخدام تلك الخبرة من أجل تطوير أصولها في المياه العميقة قبالة الشواطئ الصينية.

وقد حصلت "بتروتشاينا" كذلك على ثلاث كتل في المياه العميقة قبالة شواطئ  ميانمار، وتخطط الشركة للبدء بعمليات استكشاف في المياه العميقة في بحر الصين الجنوبي بحلول عام 2015.

توسع دولي

ويقول تقرير "وود ماكنزي" إن المؤسسات الوطنية الصينية للنفط حققت توسعاً دولياً، وحسب هذه الشركة فإن استعراضها يشير الى حدوث نشاط مكثف خلال العام الماضي سيفضي الى إنتاج كميات صافية في الخارج تصل الى معدل قياسي جديد يبلغ مليون برميل يومياً في 2010، عبر مؤسسة البترول الوطنية الصينية-بتروتشاينا والمؤسسة الصينية للبتروكيماويات والمؤسسة الوطنية الصينية لنفط الأوفشور مجتمعة.

وحسب نورمان فالنتاين، وهو كبير المحللين لدى شركة وود ماكنزي، فإن الشركات الصينية الثلاث خصصت قرابة 25 مليار دولار من أجل عمليات استحواذ على أصول ومؤسسات منذ شهر ابريل 2009، متجاوزة الى حد كبير إنفاقها السنوي السابق. وتجدر الإشارة الى أن "وود ماكنزي" وصفت حتى وقت قريب التوسع الدولي من جانب الشركات الوطنية الآسيوية للنفط بأنه محافظ بشكل نسبي. غير أن عمليات الاستحواذ في الـ 12 شهراً الماضية أفضت الى تغيير هذه الصورة "ونحن نقدر أن الشركات الصينية الثلاث وحدها حققت ما يقارب الـ 20 في المئة من الصفقات الدولية خلال الربع الأول من عام 2010".

وتتوقع "وود ماكنزي" أن تستمر هذه الأنشطة المتزايدة. ويقول فالنتاين إنه يتوقع أن تحافظ الشركات الصينية على معدلات عالية من أنشطة الصفقات، مع وجود اتفاقات ضخمة تجاوزت 9 مليارات دولار حتى الآن في 2010.

وخلص تقرير "وود ماكنزي" الى القول إنه في ما كان من المبكر اعتبار المؤسسات النفطية الصينية لاعبا رائدا في هذه الصناعة الناشئة فإنها في وضع ملائم للمحافظة على مستويات عالية من الأنشطة المؤسساتية في المستقبل، والبناء على معدلات إنتاج عالية ومتميزة تحققت في 2010.

back to top