مصر: أزمة بين «الوطني» والحكومة بشأن التعاطي الإعلامي مع صحة الرئيس
تفجرت أمس، أول أزمة صامتة بين الحكومة والحزب "الوطني الديمقراطي" الحاكم في مصر، في غياب الرئيس حسني مبارك الذي يخضع حاليا للعلاج في أحد المستشفيات الألمانية.وكشفت مصادر مطلعة لـ"الجريدة" أن خلافا حادا نشب بين وزير الإعلام المصري أنس الفقي، وأمين الإعلام في "الوطني" د. علي الدين هلال، بعدما أعلن الأخير أن فريقا تلفزيونيا مصرياً سافر إلى ألمانيا لإجراء حوار تلفزيوني مع مبارك ليذاع في التلفزيون المصري الرسمي في نهاية الأسبوع الجاري. وتناقلت الصحف الصادرة أمس، الخبر على لسان هلال، وهو ما اعتبره الفقي - المقرب بشدة من جمال مبارك نجل الرئيس المصري، ويعد من أبرز الوزراء المحسوبين على التيار الإصلاحي في الحزب الحاكم، اعتداء سافرا على سلطاته كوزير للإعلام، فضلا عن مسؤوليته المباشرة عن إدارة المعالجة الإعلامية لملف الرحلة العلاجية التي يخضع لها مبارك حاليا.
وأشارت المصادر إلى أن هلال قام صباح أمس بزيارة إلى مكتب وزير الإعلام في مقر التلفزيون المصري، لتوضيح الموقف، وأكد خلال اللقاء أن تصريحاته المنشورة في الصحف كانت بهدف تأكيد تعافي مبارك بعد العملية الجراحية التي خضع لها، ولطمأنة الرأي العام في مصر على صحة الرئيس، وأن استشهاده بإرسال الفريق التلفزيوني لإجراء حوار مع مبارك كان للتأكيد على هذا الهدف، ولم يتضمن أي نية أو محاولة للاعتداء على سلطات وزير الإعلام، وإنما ينبع من دوره كأمين لإعلام الحزب الحاكم .وأوضحت المصادر أن قيادات بارزة في الحزب والحكومة تدخلت لاحتواء الأزمة، حتى لا تستخدم من جانب بعض الوسائل الإعلامية، وقوى المعارضة للهجوم على السلطة في مصر، بزعم غياب التنسيق بين أجنحتها.يذكر أن هلال الذي يلقبه البعض بـ"منظّر" الحزب "الوطني" حاليا، قد شغل منصب وزير الشباب في الفترة من عام 1999 حتى عام 2004، وكان مرشحا دائما لشغل مقعد وزير الإعلام في العديد من الترشيحات السياسية قبيل التغييرات الحكومية في السنوات الأخيرة، كما يوصف بأنه قريب الصلة من معظم قيادات الحزب، سواء من "الحرس القديم"، أو من التيار الإصلاحي الجديد.