الطاقة الأميركية: أسعار النفط والغاز الطبيعي تواصل الارتفاع حتى 2011

قال تحليل لصحيفة دايتون ديلي نيوز الأميركية إن أسعار النفط والبنزين والغاز الطبيعي سوف تكون أكثر كلفة خلال العام الحالي، والسنة المقبلة إذا ما استمرت موجة الانتعاش الاقتصادي العالمي، كما هو متوقع، وأفضت الى زيادة في الطلب على الوقود، وفقا لتوقعات وزارة الطاقة في الولايات المتحدة.

وحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية فإن سعر نفط غرب تكساس الذي بلغ 62 دولارا للبرميل في 2009 قد يرتفع الى حوالي 80 دولارا في السنة الحالية، ومن المتوقع أن يصل الى 84 دولارا في 2011. وتقول تكهنات الحكومة الأميركية إن الارتفاع في أسعار النفط الخام يدفع قيمة البنزين من معدل وسطي بلغ بشكل سنوي 2.35 دولار للغالون في 2009 الى 2.84 دولار هذه السنة، والى 2.96 دولار في العام المقبل. ويشير تقرير رسمي في هذا الصدد الى أن سعر البنزين في محطات الوقود قد يتجاوز 3 دولارات خلال فصلي الربيع والصيف المقبلين.

وبلغت أسعار محطات البنزين في مدينة دايتون يوم الأربعاء الماضي 2.70 دولار للغالون مقارنة مع 1.77 دولار قبل سنة. وحسب توقعات وزارة الطاقة الأميركية فإن أسعار التجزئة بالنسبة الى وقود الديزل سوف تبلغ بشكل وسطي 2.98 دولار للغالون في 2010 وأن ترتفع الى 3.14 دولارات في 2011.

وتقول أرقام الحكومة الأميركية إن شركات الطيران شعرت بقسوة اسعار وقود الطيران التي بلغت 2.12 دولار للغالون في شهر نوفمبر من عام 2009 مرتفعة عن 1.98 دولار قبل شهر واحد ولكن بانخفاض عن 2.55 دولار للغالون في نوفمبر 2008.

ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الغاز الطبيعي أيضا. وتشير بيانات ميدانية في لويزيانا الى انه من المتوقع أن تبلغ أسعار الغاز الطبيعي معدلا سنويا وسطيا يقدر بـ5.36 دولارات لكل ألف قدم مكعبة هذه السنة أي بزيادة قدرها 1.30 دولار عن أسعار عام 2009 التي بلغت بشكل وسطي اكثر من 4 دولارات. وحسب الأرقام الحكومية فإن أسعار عام 2011 سوف تصل الى معدل سنوي وسطي يبلغ  6.12 دولارات.

من جهة اخرى، قال تقرير نشرته "لاس فيغاس ريفيو جورنال" إن أسعار الوقود المحلية قفزت الى أعلى مستوياتها في أكثر من سنة، وذلك بالرغم من استقرار الطلب المحلي على البنزين. ولكن قلة من المحللين يتوقعون العودة الى أسعار الوقود والنفط التي شهدها عام 2008، كما أن وكالة طاقة فدرالية رئيسية توقعت أن تظل الأسعار الوسطية للبنزين دون 3 دولارات للغالون في شتى أنحاء الولايات المتحدة خلال السنة الحالية.

وتجدر الإشارة الى انه منذ 14 ديسمبر الماضي ازدادت أسعار الوقود 12 سنتا للغالون بصورة وسطية في نيفادا، مرتفعة من 2.73 دولار الى 2.85 دولار يوم الخميس الماضي وهو السعر الذي بلغه غالون البنزين الخالي من الرصاص في شهر اكتوبر من عام 2008. ولكن أسعار البنزين استمرت في الانخفاض خلال الفترة الأخيرة من 2008 وأوائل 2009 ووصل السعر الوسطي للغالون الى 2.35 دولار في 2009، وفقا لأرقام ادارة معلومات الطاقة الأميركية.

وأضاف التقرير إن معرفة ما يكمن وراء الارتفاع الزيادة الأخيرة في أسعار الوقود يتطلب معرفة ما يحدث في ميدان النفط الخام لأن البترول يشكل أكثر من نصف غالون من البنزين، وقد ارتفعت أسعار النفط من أقل من 70 دولارا للبرميل في منتصف شهر ديسمبر الى أكثر من 83 دولارا للبرميل في مطلع يناير الحالي، ولهذا السبب فإن المواطن الأميركي يدفع ثمنا أعلى للوقود في الوقت الراهن.

دور الدولار

جدير بالذكر ان النفط الخام يتم تداوله على صعيد عالمي بالدولار الأميركي، وبالتالي فإن ضعف الدولار يعني أن المشتري سوف يكون في حاجة الى مزيد من النقد من أجل شراء برميل من النفط. أما بالنسبة الى المستثمر فإنه يشتري نفط العقود الآجلة وهو يراهن على احتمال أن يفضي التحسن في الأوضاع الاقتصادية الى زيادة في استهلاك الطاقة في 2010 والعام المقبل. وقال المحلل بيتر بوكفار من شركة ميلر تاباك في نيويورك الأسبوع الماضي إن الزيادة في أسعار الوقود تنطوي على مضاعفات حقيقية بالنسبة الى الانتعاش الاقتصادي لأن كل 10 سنتات زيادة في أسعار البنزين تكلف المستهلكين حوالي 14 مليار دولار زيادة سنوية في نفقات الوقود.

توقعات العام الحالي

قد لا يشعر المستهلكون والأعمال التجارية بالكثير من الراحة إزاء أسعار الوقود في النصف الأول من عام 2010 لأن أسعار البنزين ترتفع بصورة تقليدية خلال فصل الربيع عندما تغلق مصافي النفط من أجل التحول من مزيج وقود الشتاء الى مزيج الصيف، وينطلق الناس لتمضية عطلات الطقس الدافئ. ويقول محرر شؤون أسواق الساحل الغربي في خدمة معلومات أسعار النفط في نيو جيرسي "دنتون سنغويغرانا" إنه لن يستغرب أن ترتفع الأسعار من مستواها الحالي البالغ 2.75 دولار للغالون الى قرابة 3 دولارات خلال فصل الربيع. وقد توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن يبلغ متوسط سعر برميل النفط 80 دولارا في 2010 بينما توقع عدد قليل من المراقبين أن ترتفع أسعار النفط بقوة عن مستوياتها الحالية بحلول نهاية السنة.