أطلقت إسرائيل في وقت متأخر من ليل الثلاثاء-الأربعاء قمر "أوفيك 9" (أفق 9) الاصطناعي التجسُّسي، من قاعدة "بالماشيم" في الجنوب، في خطوة تهدف بالدرجة الأولى إلى مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية.

Ad

و"أوفيك 9" صناعة إسرائيلية، وقد وضعه في المدار صاروخ من طراز "شافيت"، ومع إطلاقه أصبح لدى إسرائيل ستة أقمار اصطناعية تجسُّسية عاملة حالياً.

ويزن القمر 300 كيلوغرام ويرتفع مساره في الفضاء مسافة 300 كيلومتر عن الكرة الأرضية، وهو قادر على تصوير أجسام بحجم 30 سنتيمتراً.

وقد ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الكاميرات العالية الدقة التي يحملها القمر الجديد، ستمكِّن إسرائيل من ممارسة مراقبة أكثر تدقيقاً على إيران.

وقال مصدر مطّلع لـ"الجريدة": "إطلاق (أوفيك 9) رسالة إسرائيلية ليست موجهة فقط إلى الدول والحركات المعادية لها، إنما إلى الأصدقاء أيضاً"، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

وأوضح المصدر أن القمر الجديد "يتمتّع بتقنيات متطورة، تشبه تلك الموجودة لدى الولايات المتحدة، وفي استطاعته تزويد محطات الإنذار الإسرائيلية بالمعلومات للرد على أي تهديد".

وأشار إلى أن "(أوفيك 9) رُبِط مع الأقمار الإسرائيلية الأخرى العاملة بمركز تلقي معلومات واحد، لتعمل كلها كمنظومة دفاعية واحدة في وقت الحاجة".

وشدد على أن "إطلاق القمر الجديد سيمكِّن إسرائيل من العمل بمفردها في أجواء بعيدة مثل إيران، دون الرجوع إلى الولايات المتحدة لتلقي أرقام كود الهجوم وتفادي المضادات الموجودة على أراضي الخليج، وفي بعض المواقع الأخرى في الشرق الأوسط على اليابسة، وكذلك في البحر".

وذكر المصدر أن تل أبيب تلقت رسائل كثيرة وبطرق مختلفة من الإدارة الأميركية الحالية، تؤكد فيها الأخيرة أنها غير معنية بالتعاون في حال اختارت إسرائيل توجيه ضربة عسكرية إلى إيران.

وكشف المصدر أنه "تم إطلاع الجانب الأميركي على إطلاق القمر بعد وصوله إلى الفضاء الخارجي، خلافاً للمرات السابقة، إذ كان يتم إبلاغ واشنطن قبل الإطلاق وخلاله وبعده".

وقال رئيس قيادة سلاح الجو الإسرائيلي العميد نيمرود شيفر، إن "من شأن (أوفيك 9) زيادة كمية المعلومات التي تجمعها إسرائيل من الفضاء عن دول قريبة وبعيدة"، مشيراً الى أن "الصور التي سيرسلها القمر ستكون بجودة عالية جداً، وستكون مُكمِّلة لمنظومة الأقمار الإسرائيلية الموجودة".

وقدر شيفر أن يعمل "أوفيك 9" أربع سنوات وربما أكثر، وأنه "سيكون لمن ينظر إلينا سبباً جيداً للتحسُّب منّا وسبباً جيداً للاعتقاد أننا سنعرف كيف ننفِّذ ما ينبغي علينا تنفيذه".

وأكد المسؤول في الصناعات الجوية العسكرية الإسرائيلية أوري سيناي، أن القمر الجديد "بدأ يتصل بالأرض ودخل في مسار صحيح، وأكمل دورة أولى لمساره ليل الثلاثاء-الأربعاء"، لكن مدير عام الصناعات الجوية العسكرية يتسحاق نيسان دعا إلى التحلّي بالصبر، لافتاً إلى أنه "بعد بضعة أيام سيرسل القمر صورة إلى مركز المراقبة، وعندها سنعرف ما إذا كانت المهمة قد تكلَّلت بالنجاح الكامل أم لا".
الجريدة القدس