عُرضت أمس الأول مسرحيتان من تأليف د. هيفاء السنعوسي على مسرح رابطة الأدباء، وذلك بحضور أعضاء الرابطة والطلبة وعدد من الضيوف.

Ad

قدمت د. هيفاء السنعوسي عرضين قصصيين ومونودراميين بعنوان "عالم بلا عيون" و"اختناق" من تأليفها، واداء كل من محمد الحنيف، طالب في كلية العلوم الإدارية، ودلال الحبيشي طالبة في كلية العلوم، بدأت الأمسية بعرض "كليب" بعنوان "خذني لسمائك يا وطني"، فكرة وكلمات د. السنعوسي، والحان واداء محمد الزماني من المغرب، ليبدأ بعدها عرض قصصي لمسرحية عالم بلا عيون من مجموعة "رحيل بلا بحر" قام بأدائها الحنيف، وتتمحور القصة حول كاتب واديب مبدع تتلاشى منه الأفكار في صراع نفسي مع الواقع الذي يعيشه من هموم داخلية وغيرها محيطة به، ليبدأ بعدها في رحلة استرخاء مع ذاته، لتومض بعد تلك الغفوة وغيابه عن العالم المحيط به الأفكار والصور والأصوات، ليبدأ من جديد في رصد افكاره التي تلاشت، ومن ثم يقوم باستحضارها.

قامت بعدها دلال الحبيش بأداء دورها في مسرحية "اختناق"، التي تعرض للمرة الثالثة، إذ قامت بأدائها على مسرح الجامعة، وفي بيت لوذان، وتتمحور قصة المسرحية حول فتاة تبحث عن الطرف الآخر في حديث نفسي مونولوجي ولّد حالة انفجار من جراء الرغبة والحاجة إلى شيء مفقود عبرت عنها الشخصية برسومات ولوحات عبارة عن رسائل كانت كل واحدة منها تحمل رسالة للطرف الآخر أو فارس الأحلام التي اشارت اليه الكاتبة في النص، وفي ختام المسرحية قدمت رزان أحمد العودة ابنة د. هيفاء السنعوسي "سلايد شو" شعريا من كلماتها وادائها، جاء باللغة الإنكليزية المترجمة إلى العربية، اهداء من رزان إلى الشخصية الحقيقية للقصة.

التطبيب النفسي

وبهذه المناسبة اشارت د. هيفاء السنعوسي إلى ان ما دار على مسرح الرابطة هو عبارة عن وقفات وومضات ابداعية سريعة، كانت لا تتجاوز النصف ساعة، بدأت بكليب وطني تم تصويره في إحدى المدارس الأجنبية، وعرض في العيد الوطني على تلفزيون الكويت، وفضلت ان يعرض في مستهل الأمسية كجرعة وطنية للاحتفاء بالمناسبة، وعن مسرحية "عالم بلا عيون" وضحت د. السنعوسي أن القصة عبرت عن الحالة الإبداعية ومعاناة الكاتب لحظة ولادة القصة، وعن العمل المونودرامي "اختناق" اشارت إلى أنه عمل سريع وخاطف، نظراً إلى الإيقاع السريع في حياتنا اليومية، وتوافقاً مع لغة العصر، فالمسرحية جاءت في دقائق سريعة لا تتجاوز الـ 14 دقيقة، وهي تتنمي إلى مجموعة مسرحيات قصيرة بعنوان "نقوش على وجه امرأة"، وهو نوع من انواع المونودراما النفسية التي تستخدمها الكاتبة بحسب ما جاءت به من خلال جانبين، وهو الجانب الإبداعي ككتابة، وجانب آخر ككتابة علاجية، مؤكدة أن هذا النوع من الكتابة يخدم سلسلة ابحاثها في استخدام الفنون الأدبية في التطبيب النفسي.

وعن تفاعل الحضور مع هذا النوع من الفنون اشارت د. السنعوسي إلى أن الحشد الكبير في قاعة مسرح الرابطة اكد متابعة الجمهور لهذا النوع من الأنشطة الحديثة التي تحمل كلمة جديدة تقال في الأدب، وليس كما هو الحال في المحاضرات التقليدية، كما انها بعيدة عن الإطالة، فكما لاحظ الحضور نصف ساعة كانت جديرة بعرض مسرحيتين.