"البوكر"... الفصل الأخير
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
ندرك تماما أن الروايات التي تسنى لنا قراءتها من القائمة الطويلة لـ "البوكر" لا ترقى إلى مستوى روايات الصف الثالث من روايات النسخة الأصلية لـ "البوكر"، وذلك ليس تجنيا على أعمال الرواية العربية، فأعمال وصلت بأصحابها عبر البوكر الغربية الى جائزة نوبل عن استحقاق وجدارة لن نتبجح بمقارنتها بأعمال عربية. يثبت ذلك أيضا أن الأوساط الثقافية الغربية لا تتناول في عرضها أو نقدها الأعمال العربية التي ترجمت الى الانجليزية، وهي اللغة التي نتابع بها ما يكتب في الوسط الثقافي الغربي. وسنقصر فرحنا في محيطه العربي.فرحنا بفوز عبده خال فرح مبرر لأسباب أولها تسليط الأضواء على الأدب الخليجي ورفع تهمة الترف عنه. عبده خال نفسه كان يشعر بمرارة منع كتابه في بلده، ونحن نعرف أنه منع ايجابي يكثف حدة الضوء الموجه اليه، منع يرتفع بالكتاب لا ينقص من قيمته أو يحد من انتشاره. فوز عبده خال جاء فوزا للرواية لا للروائي. فلم يكن عبده يتكئ على منصب ثقافي أو حكومي، ولم يكن خلفه نقاد بحناجر فولاذية تؤثر على قرارات الفرز. فوز خال تتويج للعمل الخليجي الجاد في الأدب في العقود الماضية، صاحبه ظهور أصوات نقدية مهمة أفادت كثيرا من دراسة الأدب العالمي وأسهمت في تطوير النتاج الابداعي.الظاهرة الجديرة بالاهتمام هي عدد الروايات المشاركة في الجائزة، وهي التي رشحتها دور النشر وبلغت 115 رواية، فضلا عن روايات نشرها أصحابها أو روايات لم تشارك فيها دور النشر، وهي روايات انتجت في عام واحد فقط. ذلك مؤشر طيب نحو تسيد هذا الجنس الأدبي الساحة الثقافية وغزارة منتجه، وهو مؤشر الى تطوير الفعل الروائي للوصول إلى رواية عالمية حقيقية.