تلقي خطب يوم الجمعة السياسية في قطاع غزة، بظلالها على الفلسطينيين، لاسيما بعد أن بات البعض منهم يفضّل الصلاة داخل المنزل، بينما البعض الآخر ينشغل بالبحث عن أسماء الخطباء والمساجد التي تتحدث في القضايا الدينية بعيداً عن السياسة.

Ad

وتحتفظ حركة "حماس" التي تدير شؤون الحكم في الجيب الساحلي الصغير، بأغلبية المساجد المنتشرة في محافظات القطاع، إذ يشغلها قادة سياسيون ورجال دين يُوزعوا حسب جداول تعدها وزارة الأوقاف التابعة لحكومة غزة.

ويقول حمادة صاحب مركبة عمومية ويبدو في أوائل عقده الرابع لـ"الجريدة":  "أمقت السياسة، ليل نهار ليس هناك موضوع الا فتح وحماس فيه"، ويضيف بحرقة: "صلاة الجمعة حرمونا منها أصبحت أفضّل الصلاة في المنزل حتى لا أسمع الخطب السياسية".

ويتناول أغلبية خطباء المساجد يوم الجمعة، خلال خطبتهم القضايا السياسية التي تتعلق بقطاع غزة والحصار الإسرائيلي، إذ تطال الاتهامات الكثير من الحكومات والأحزاب.

ويتناقل المصلون عقب كل الصلاة، في ما بينهم ما دار في الخطبة، ما يجدد النقاش السياسي بين معارض ومؤيد، ويفتح جراح لا تندمل بسهولة.

وغالباً ما اتهمت حركة فتح، رجال الدين وخطباء المساجد في القطاع، باستغلال مواقعهم، وممارسة سياسة التخوين والتحريض ضد الحركة ورموزها.

ولم تتردد إذاعة محلية محسوبة على أحد التنظيمات الإسلامية المتشددة، في مناقشة قضية "الخطب السياسية" على الهواء مباشرة وقراءة رسائل المستمعين الذين أبدوا امتعاضهم إزاء تلك القضية، ما دفعها إلى استضافة أحد الخطباء من رجال الدين.

ويقول أبوإبراهيم صاحب دراجة نارية، إنه يقود دراجته صبيحة كل يوم جمعة للبحث عن مسجد يتحدث في الأمور الدينية بدلاً من السياسة، مبيناً في ذات الوقت، أن المسجد القريب من منزله غالباً ما يتحدث أمامه في الأمور السياسة وهو لا يحبّذها.

ويشير بعض الإسلاميين، إلى أنه لا يمكن فصل الدين عن السياسة، وان خطب يوم الجمعة يجب أن تتخلل أموراً وقضايا تهم الشعب الفلسطيني وقضاياه. وقال رجل الدين يوسف غالي لـ"الجريدة"، إن الدين مرتبط بالسياسة، والخطب وجب الحديث فيها عن أمور وقضايا سياسية وثقافية واجتماعية وغيرها تهم المجتمع، إلا أنه في ذات الوقت، عبّر عن رفضه لسياسة التعصب والتحزب، والتحريض ضد الآخرين.