مصر: حزبان معارضان يرفضان «رشوة الوطني» ويتجهان إلى معاقبة نائبيهما في «الشورى»
في الوقت الذي اعتبر الحزب "الوطني" الحاكم في مصر، فوز أربعة أحزاب بمقاعد في الجولة الأولى لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى التي أجريت الثلاثاء الماضي، "نجاحا غير مسبوق للمعارضة"، دعا قياديون في حزبي "التجمع" و"الناصري" المعارضين إلى فصل عضويهما اللذين فازا في الانتخابات الأخيرة، معربين عن رفضهم لعقد صفقات مع الحزب الحاكم، أو الحصول على "مقاعد بالتزوير"، على حد وصفهم.وكشف الأمين العام للحزب "الناصري" أحمد حسن عن اتجاه الحزب لفصل أمين تنظيم الحزب السابق محسن عطية الذي فاز بأحد مقاعد الشورى، بسبب مخالفة الأخير لتعليمات الحزب بعدم خوض الانتخابات، مؤكدا أن الحزب "الناصري" لم يدخل في صفقات مع الحزب الحاكم، وأن فوز محسن لا يمثل فوزا لـ"الناصري" لأنه لم يرشحه من الأساس.
وطالبت قيادات في حزب "التجمع" سحب الثقة من صلاح مصباح الفائز بمقعد الشورى عن دائرة دمياط وكفر سعد، مؤكدين أن نجاح مصباح جاء نتيجة صفقة بين "الوطني" و"التجمع"، في محاولة لتحسين سمعة الحزب الحاكم، وإضفاء صفة النزاهة على الانتخابات التي شابها الكثير من التجاوزات وأعمال التزوير. واعتبر القيادي في حزب "التجمع" عبد الغفار شكر "ثورة الأعضاء على مرشح الحزب الفائز دليلا على أن الحزب به شرفاء يرفضون عقد صفقات مع النظام أو النجاح بالتزوير". وطالب شكر رئيس وقيادات الحزب بالتحقيق في هذا الموضوع واتخاذ قرارات حاسمة ضد كل من يقبل بالتزوير.وذكر أن القيادة المركزية لـ"التجمع" هي "في امتحان صعب إما أن تتغاضى عن نتائج الانتخابات التي يشوبها التزوير، وبالتالي تؤكد على تواطئها مع الحزب الحاكم، أو تتصدى لهذه الممارسات وتنفي التهمة عن نفسها". وتوقع شكر أن تتغاضى القيادات المركزية للحزب عن نجاح مرشحها بالتزوير، وتقبل به كنائب في الحزب.في المقابل، أكد رئيس مجلس الشورى، الأمين العام للحزب "الوطني" صفوت الشريف أن أحزاب المعارضة لأول مرة تحقق نجاحا في انتخابات الشورى التي تتسم دوائرها بالاتساع ووصفها بأنها "خطوة إيجابية لها آثارها في أي انتخابات مقبلة".ويرى مراقبون للوضع السياسي في مصر أن ما حدث في انتخابات الشورى يعد بروفة لما سيجرى في انتخابات مجلس الشعب المقبلة، وأن تدخل الحزب الحاكم لمنح بعض مرشحي المعارضة مقاعد نيابية، يعكس رغبة الحزب في إبعاد رموز المعارضة الحقيقية وعلى رأسهم "الإخوان" عن الساحة السياسية، واختيار معارضيه في الفترة المقبلة.