تعتبر ذكرى التاسع والعشرين من يناير مناسبة لتوثيق إنجازات سمو الأمير الفذة، لا سيما أن سموه نشأ في فلك خمسة أمراء سابقين، نهل من كل منهم الكثير من صفات الحكمة والقيادة، جعلت سموه يؤكد في كل مناسبة أهمية العمل الجاد من الجميع من أجل الكويت وشعبها.

Ad

يتابع 29 يناير في كل عام رسم الخطوط العريضة للانجازات الكبيرة لصاحب السمو أمير البلاد منذ أن تقلد مسند الإمارة عام 2006، وهي الذكرى التي يحرص الكويتيون على الاحتفال بها وبأميرنا الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، للتواصل معه، وايصال رسائل الولاء والتقدير والمحبة والطاعة لقائد المسيرة.

وكان سموه قد تقلد مهام منصبه أميرا للبلاد في 29 يناير 2006 بعد أن أدى اليمين الدستورية في جلسة خاصة لمجلس الأمة، ويعد سموه الذي يبدأ اليوم عامه الخامس في حكم دولة الكويت الحاكم الـ15 من أسرة آل الصباح والأمير الخامس في مسيرة الدولة الدستورية.

وتستدعي ذكرى هذا اليوم الماضيَ، وتتفاعل مع الحاضر والمستقبل لتوثق انجازات شخصية فذة نشأت في فلك خمسة أمراء سابقين، ونهل من كل واحد منهم صفات القيادة الحكيمة والمتواضعة، والحازمة القوية أو المتسامحة اللينة، فاجتمعت عند سموه محصلة خبرات قلّ نظيرها في ادارة الدولة في كافة تخصصاتها ومستوياتها، ورسّخ سموه مفهوم العطاء دون انتظار المقابل كمبدأ أساسي في بناء المجتمعات وإدارة المؤسسات وتفعيل الإنتاج.

إصرار على الوحدة الوطنية

شهدت السنوات الأربع الماضية نشاطات بارزة ومحطات مهمة وعلامات فارقة من عمر عهد سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، فقد استهل سموه نشاطه للعام المنصرم بحضوره اجتماع القمة الخليجية الطارئة التي عُقِدت بالرياض في 15 يناير 2009، وافتتح سموه، في 19 يناير، قمة الكويت العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية «قمة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة» بحضور قادة وملوك ورؤساء الدول العربية.

واتسم العام الرابع من ولاية صاحب السمو بنصائح سموه المتكررة على ضرورة الوحدة الوطنية وتطبيق القوانين وتصويب مسار الاعلام وتطوير علاقة السلطتين وانجاز المشاريع التنموية، ففي 18 مارس ألقى صاحب السمو كلمة بمناسبة حل مجلس الأمة للمرة الثالثة في عهده حلاً دستورياً، مستعرضاً أسباب الحل وهي عدم التعاون بين السلطتين وانتهاك الدستور والقانون وتشويه الديمقراطية والمبالغة في تقديم الاستجوابات والتهديد بها وتدني لغة الحوار بما يهدد الوحدة الوطنية، وذلك بدلا من افساح المجال للمشاريع التنموية .

وقام صاحب السمو في 10 مايو بزيارة رسمية الى الصين والتقى الرئيس الصيني وتناول خلالها العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي والقضية الفلسطينية،كما تناول كيفية الاجراءات التي تسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

النطق السامي

وأكد سموه في النطق السامي في افتتاح الفصل التشريعي الثالث عشر 31 مايو على ضرورة فتح صفحة جديدة بين السلطتين عنوانها بناء الوطن، والتمسك بالعدل والمساواة، وتجاوز سلبيات المرحلة السابقة، والبعد عن الشخصانية والتجريح. كما ركز سموه على ضرورة معالجة 5 ملفات، هي: صيانة الوحدة الوطنية وتطوير علاقة السلطتين وتطبيق القوانين وتصحيح مسار الاعلام وملف الخدمات.

ودشن سموه المطار الأميري في 19 يونيو ليؤكد حرصه على انجاز المشاريع التنموية كما ألقى سموه كلمة في قمة عدم الانحياز التي عقدت في 14 يوليو بمنتجع شرم الشيخ بمصر، وطالب بمواجهة الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية وظاهرة تغير المناخ، كما تناول سموه موضوعات القضية الفلسطينية واستقرار العراق ومساعدات الكويت للدول النامية.

زيارات رسمية

وفي 3 أغسطس التقى سموه الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض، وافتتح خلال الزيارة مدرسة المركز الثقافي الاسلامي في نيويورك، وفي 19 اغسطس وجه كلمة الى رؤساء التحرير وطالبهم بالحرص على مصلحة الوطن، كما تناول موضوعات حادث الجهراء والعلاقة بين السلطتين وصيانة الوحدة الوطنية وتطبيق القوانين، كما تطرق الى الاستجوابات والاسئلة البرلمانية .

وقام سموه بزيارة رسمية إلى ليبيا في الأول من سبتمبر للمشاركة في الاحتفال بالعيد الأربعين لثورة الفاتح، كما وجه سموه كلمة الى المواطنين والمقيمين في 13 سبتمبر بمناسبة العشر الأواخر من رمضان، وطالب بتكاتف الشعب في السراء والضراء والاخلاص في العمل والصدق في القول والمسؤولية وحمل الأمانة واحترام القيم والتقاليد الموروثة وصيانة الوحدة الوطنية.

وفي 27 اكتوبر طالب سموه في النطق السامي بافتتاح دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي الثالث عشر اعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية، بصيانة الوحدة الوطنية وعدم التجريح واستباحة الخصوصيات، ودعا الى ترسيخ العدالة وتطبيق القوانين، وتطرق إلى عدة موضوعات منها التعاون بين السلطتين والمشاريع الاسكانية والاعلام والخدمات العامة.

احتفال غرفة التجارة

أما شهرا نوفمبر وديسمبر فكانا حافلين بأنشطة سموه، فقد ألقى كلمة خلال الاسبوع الاول من نوفمبر في القمة الاقتصادية لمنظمة المؤتمر الاسلامي التي عقدت في تركيا، وطالب فيها بتضافر الجهود لتقليص آثار الأزمة المالية العالمية والتركيز على تنمية النشاطات الاقتصادية، وأشار الى إنشاء الكويت صندوقاً لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة. وفي 11 نوفمبر قام سموه برعاية وحضور احتفال غرفة تجارة وصناعة الكويت في عيدها الذهبي، وألقى كلمة في القمة الخليجية التي  استضافتها الكويت 14 و15 نوفمبر، وطالب فيها بالتعاون العربي والخليجي وتنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين دول المجلس وإنشاء هيئة سكة حديد، كما دان سموه الارهاب والاعتداء على السعودية، وتناول القضية الفلسطينية والملف النووي الإيراني .

 

اليوبيل الماسي

وفي حين شهد 17 ديسمبر افتتاح سموه مدينة صباح الاحمد البحرية، وطالب سموه بانجاز المزيد من المشاريع التنموية  ، حضر سموه في 22 ديسمبر حفل تدشين شركة نفط الكويت احتفاليتها بمناسبة يوبيلها الماسي، في تأكيد على حرص سموه على القطاع النفطي الذي يعد المصدر الرئيسي للدخل الوطني، أما في 29 ديسمبر من العام الفائت فقد وجه الأمير كلمة الى المواطنين طالبهم فيها بترسيخ المحبة والاحترام ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية وعدم الاساءة الى النسيج الاجتماعي أو المساس بالثوابت الوطنية، محذرا من المساس بالوحدة الوطنية وتشويه الممارسة الديمقراطية، ونفى سموه الشائعات حول الحل غير الدستوري .

الوحدة الوطنية

خلال شهر واحد من العام 2010 نشط سمو الأمير لمواجهة أي تداعيات تمس الوحدة الوطنية، التي اعتبرها خطا أحمر في جميع كلماته وخطبه على مدار 4 سنوات، وخلال يناير 2010 برز تاريخان، الأول 6 يناير ، حين التقى صاحب السمو وجهاء القبائل، ونقلوا عن سموه تأكيده على الالتزام بالوحدة الوطنية وعدم الالتفات الى كل من يريد السوء بالكويت أو من يريد إذكاء الفتن والنعرات ، والآخر  12  يناير ،  إذ التقى سمو أمير البلاد وجهاء الكويت، وأكد سموه على ضرورة تعزيز اللحمة الوطنية، ودعا الى التآزر ونبذ الخلافات، وشدد على ضرورة الترابط والتلاحم بين فئات الشعب والتمسك بالعادات والتقاليد .

وفي أولى كلمات سموه بعد مبايعته أميرا وأدائه القسم وعد الشعب الكويتي بتحمل الامانة وتولي المسؤولية، مؤكدا العمل من أجل الكويت وشعبها، ودعا الجميع إلى العمل من اجل جعل الكويت دولة عصرية حديثة مزوّدة بالعلم والمعرفة يسودها التعاون والإخاء والمحبة ويتمتع سكانها بالمساواة في الحقوق والواجبات، مشددا في كلمته على ضرورة المحافظة على الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير.

 وفي شهر مارس 2006 قام سموه بجولة خليجية شملت السعودية والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة، وفي أواخر شهر مارس 2006 ترأس سموه وفد دولة الكويت في مؤتمر القمة العربية الـ18 الذي عُقِد في العاصمة السودانية الخرطوم، وترأس في 6 مايو 2006 وفد دولة الكويت في القمة التشاورية الثامنة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي التي عُقِدت في الرياض.

أول «حل» في عهده

ووجه سمو الأمير كلمة الى الشعب الكويتي بعد صدور مرسوم بحل مجلس الأمة في 21 مايو 2006، وقام سموه خلال شهر يونيو 2006 بجولة آسيوية شملت كلا من بنغلاديش وتايلند والهند وباكستان.

وشارك في 9 ديسمبر 2006 في اجتماعات القمة الـ27 للمجلس الاعلى لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي، التي عُقِدت في الرياض والتي سميت «قمة جابر»، وفي 13 ديسمبر 2006 زار المغرب، إذ أجرى مباحثات رسمية مع الملك محمد السادس تناولت العلاقات الثنائية في المجالات كافة، وقام العاهل المغربي بتقليد سموه الوسام «المحمدي»، تقديرا لدوره البارز في توسيع آفاق التعاون بين البلدين.

ذكرى عام في الحكم

وشهدت نشاطات سمو الأمير خلال عام 2007 جوانب متعددة، فبمناسبة مرور عام على تولي سموه مقاليد الحكم في البلاد لخص رؤيته لمسيرة الكويت في الحاضر والمستقبل، وأكد في خطاب ألقاه في 29 من يناير أن تحويل البلد إلى مركز مالي اصبح حلاً لا بد منه، داعيا الى نبذ الخلافات والكف عن توجيه الاتهام من دون بيّنة، فالوحدة الوطنية كما يرى سموه ليست شعارا تردده الأفواه وتكتبه الأقلام بل هي مبدأ شديد الوضوح والاخلاص والمشاركة الايجابية.

تكريم المبدعين

واستهل سمو امير البلاد نشاطه في عام 2008 بتكريم كوكبة من ابنائه المبدعين الذين يمثلون شرائح المجتمع كافة من ابناء الشهداء ومنتسبي السلك العسكري وطلبة وزارة التربية والمعاهد الخاصة وذوي الاحتياجات الخاصة ودور الرعاية الاجتماعية ومنتسبي النادي العلمي الكويتي ممن حصلوا على براءات اختراع وجوائز علمية من جهات أكاديمية ومهنية دولية، كما شهد 2008 أيضاً نشاطاً تنمويا محلياً وتعاوناً اقتصادياً مع دول العالم.

رئيس الوزراء الأردني: أحد أعمدة الدبلوماسية العربية

أشاد رئيس الوزراء الأردني سمير الرفاعي بتميز العلاقات الأردنية - الكويتية وقال: إن "هذه العلاقات تمر بأحسن أحوالها بفضل إرادة الملك عبدالله الثاني وأخيه سمو الشيخ صباح الأحمد، وبما يحقق طموحات الشعبين الشقيقين".

وقال الرفاعي لـ"كونا" أمس إن البلدين يتطلعان دائماً إلى المزيد من التعاون والتنسيق ليقدما النموذج الحي للتعاون العربي.

وأكد أن البلدين يقفان في موقع متقدم في الدفاع عن قضايا الأمة العربية ومصالحها العليا وأمن واستقرار المنطقة بأسرها، فضلاً عن أوجه التفاعل الاقتصادي بأشكاله المتنوعة الذي يحقق صورة مشرقة نسعى إلى تعزيزها وتكاملها باستمرار، مشيداً بالدور الذي يقوم به سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد عربياً وإقليمياً قائلا: إن "سمو الأمير هو أحد أعمدة الدبلوماسية العربية وأحد حكمائها، وقد لعب سموه على مدى العقود الماضية كوزير خارجية ومن ثم كأمير للبلاد دوراً محورياً متقدماً في الدفاع عن قضايا الأمة العربية، والدفع باتجاه تشكيل موقف عربي موحد وفاعل في التعامل مع التحديات والاستحقاقات الإقليمية والدولية.

وأضاف أن الجهود المباركة التي قام ومازال يقوم بها سمو الشيخ صباح الأحمد لها الأثر الأكبر في وضع دولة الكويت في موقعها اللائق على خارطة التفاعل الدولي والإقليمي، وكانت خبرة سموه العريقة ومصداقيته العالية محط احترام وثقة وتقدير الجميع وبمنزلة رصيد كبير للقضايا العربية.

مشيدا بالعلاقات الأردنية - الكويتية وقال: "كان للعلاقة المتينة والتفاهم المبدئي الراسخ بين الملك عبدالله الثاني وأخيه سمو الأمير دور رئيس في تعزيز مفاهيم التضامن العربي للتعامل بإيجابية واستشراف مسبق مع التحديات والاستحقاقات.

بن حلي: الأمير أحدث نقلة نوعية في العمل العربي المشترك

قال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي إن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد استطاع أن ينقل العمل العربي المشترك نقلة نوعية خاصة في المجال الاقتصادي.

واضاف بن حلي لـ"كونا" أمس بمناسبة الذكرى الرابعة لتولي سمو أمير البلاد مقاليد الحكم في الكويت ان هذا تجلى في مبادرة سموه في القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت في شهر يناير من العام الماضي والمتعلقة بإنشاء صندوق لتمويل المشاريع المتوسطة والصغيرة في الوطن العربي.

وقال ان هذه المبادرة تعتبر متميزة لان رأسمال الصندوق الذي اعلنه سمو امير دولة الكويت قد بلغ ملياري دولار اميركي قدم سموه مساهمة الكويت في الصندوق وهي 500 مليون دولار.

واشار الى ان عدة دول قدمت عقب ذلك مساهماتها فساهمت السعودية بمبلغ 500 مليون دولار ثم مصر والأردن والجزائر وعدد آخر من الدول العربية.

وأعرب بن حلي عن سعادته بأن هذه المبادرة قد دخلت الآن حيز التنفيذ بعد أن تم استكمال رأس المال.

ووصف هذه المبادرة بأنها مبادرة "غير مسبوقة" في تاريخ العمل العربي المشترك كونها تدعم التنمية الاقتصادية العربية وتساهم في احداث التكامل الاقتصادي العربي خاصة في ظل التحديات والتكتلات الاقتصادية الراهنة.

وتوجه السفير بن حلي بالتهنئة لسمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بمناسبة مرور أربعة أعوام على تولي سموه مقاليد الحكم بدولة الكويت الشقيقة، كما تقدم بخالص التهنئة للشعب الكويتي الشقيق بهذه المناسبة الوطنية الهامة. وفي ما يتعلق بإنجازات صاحب السمو الأمير قال بن حلي "إن انجازات سموه كثيرة ولم تقتصر على احداث التنمية في دولة الكويت فحسب بل امتدت لتشمل كل ما يتعلق بالوضع العربي وكذلك الوضع الاقليمي".

وقال "إن سموه بما له من حنكة وخبرة سياسية كبيرة وما اطلق عليه شيخ الدبلوماسية العربية يمثل بالنسبة لنا المرجعية للدبلوماسية العربية، وهو دائما الصوت الحكيم والجامع الذي يبحث عن التوافقات مع القادة العرب خلال القمم العربية السابقة".

وأضاف بن حلي: "نحن دائما في حاجة الى نصائح سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد والى خبرته السياسية الحكيمة".