في حين بدا الجانب المصري من معبر رفح الذي يفصل بين مصر وقطاع غزة، منهمكاً في استقبال المسافرين وقوافل المساعدات الإنسانية، سيطر التفاؤل والفرحة على الجانب الفلسطيني، وذلك بعد خمسة أيام من فتح المعبر بأمر من الرئيس المصري حسني مبارك.
ووصلت إلى الجانب المصري من المعبر أمس قافلة مساعدات إنسانية، شارك فيها عدة هيئات مصرية وأميركية، ومنها هيئة الإغاثة التابعة لاتحاد الأطباء العرب، وجمعية "أنصار السنة المحمدية المصرية"، وهيئة بيت المال الأميركية.وتشكلت المعونة من 150 طناً من المواد الغذائية المكونة من الدقيق والسكر والفول والمعلبات وشاحنة محملة بالمواد الطبية، وخمس سيارات إسعاف مجهزة طبياً، ويشرف الهلال الأحمر المصري على تنسيق دخول جميع المساعدات، وبلغت أعداد المولدات الكهربائية التي تم إرسالها إلى قطاع غزة نحو 42 مولدا ذات قدرات متفاوتة. وواصلت سلطات المعبر تسهيل مرور الفلسطينيين في الاتجاهين، إذ بلغ متوسط المرور اليومي للقادمين من غزة نحو 700 فلسطيني من الفئات المسموح لها بدخول الأراضي المصرية، والمحددة سلفا، وهي الطاقة القصوى التي تستطيع السلطات الفلسطينية استيعابها في الجانب الفلسطيني من المعبر.وعن الظروف المحيطة بدخول بالمعبر، يعاني الفلسطينيون العابرون من عدم وجود منافذ لبيع الطعام والشراب والمياه عند المعبر، خاصة أن ساعات الانتظار الطويلة تحت لهيب الشمس تسبب إنهاكا كبيرا لهم ولأطفالهم، خاصة مع وجود كافيتريا وحيدة للمشروبات والأطعمة الخفيفة متهالكة وباهظة الأسعار. وفي الجانب الفلسطيني، بدت الفرحة واضحة على وجه الفلسطينية ابتسام وهي في الأربعينيات من عمرها، بعودة زوجها من الجزائر عبر معبر رفح، بعد عام كامل من المحاولات لتأمين عودته إلى القطاع.وتقول ابتسام التي عانقت زوجها بحرارة بعد خروجه مع بوابة المعبر دون الالتفات الى نظرات الموجودين في المكان لـ"الجريدة": " أتمنى أن يبقى معبر رفح مفتوحاً على الدوام أمام سكان غزة"، مشيرة إلى المعاناة التي واجهتها خلال فترة غياب زوجها.ويلفت الانتباه مشهد ارتال الحافلات المليئة بالمسافرين، والتي تتدفق إلى المعبر من حين الى آخر، وعودة الحياة إلى الاستراحات والمقاهي القريبة من المعبر، وحركة المركبات النشيطة. ووصف أحد موظفي المعبر في الجانب الفلسطيني لـ"الجريدة" عملية سفر وتنقل المواطنين بـ"السلسة"، مبيناً في ذات الوقت، أن السفر مقتصر على فئات محددة من المرضى وحملة الإقامات وجوازات السفر الأجنبية، إلى جانب أصحاب التنسيقات.ويقول أبوعبدالله في مطلع الثلاثينيات من عمره الذي يحمل حقيبة صغيرة على كتفه وينتظر السماح له بالدخول عبر بوابة المعبر، لـ"الجريدة": " منذ أشهر عديدة أحاول السفر إلى مصر بغرض العلاج لكن محاولاتي باءت بالفشل"، وأضاف: "أخيرا حصلت على تنسيق، وأتمنى أن يسمح لي بالعبور والسفر لأكمل علاجي". وتقول أم هاني، وهي في منتصف الخمسينيات من عمرها، وهي تنتظر وابنتها السماح لهما بالسفر بهدف العلاج لـ"الجريدة": " تكلفة عملية الليزر للعين في مصر زهيدة جدا مقارنة مع تكلفتها في القطاع"، وأضافت "تكلف العملية في مصر نحو 500 دولار، بينما في غزة أكثر من 1000 دولار".ورغم اقتصار السفر على فئات معينة، لم يكف أبوجهاد عن السؤال والاستفسار عن الفئات المسموح لها بالسفر، وإن كان باستطاعته وعائلته مغادرة القطاع إلى مصر بهدف الاستجمام وقضاء عطلة الصيف للترفيه والتخفيف عن أسرته التي عانت خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
دوليات
معبر رفح يعيد الحياة إلى الأسر الغزية... والأمل للمرضى
06-06-2010