مع اقتراب الموعد المحدد للانتخابات البرلمانية العراقية في السابع من مارس المقبل، تبرز على الساحة بعض المظاهر السلبية من خلال الحملات الانتخابية. وربما يتصور البعض أن سبب ذلك هو المنافسة الشديدة بين ما يقارب 6172 مرشحا يمثلون 159 كيانا سياسيا و12 ائتلافاً، لكن في حقيقة الأمر، المسألة ليست بهذا الشكل، إذ فوجئ بعض المواطنين بتمزيق عدد كبير من صور وملصقات لمرشحات فقط، مما أثار استغراب الجميع، وخصوصا في بعض المحافظات الجنوبية كمحافظة ذي قار ومحافظة ميسان وبعض مناطق بغداد.

Ad

وتقول سمرقند، وهي كاتبة وإعلامية، إن هذا الموضوع لا يحمل شبهة طائفية، بدليل أن التمزيق حدث لأغلب المرشحات من قبل أغلب الطوائف والانتماءات، حتى المتقاطعة منها والمختلفة بعضها مع بعض. وتوضح: "لذا أعتقد أن الذي يقف خلف هذا الموضوع هو العشائر التي تحمل فكرا متطرفا لا يؤمن بوجود المرأة، ومثل هذه العشائر للأسف موجودة في العراق ولاتزال تؤمن بفكرة أن الفلاح يجب أن يتزوج من ثلاثة وأربعة كي يصبح لديه الكثير من الأولاد والبنات حتى يعينوه في زراعة الأرض هم وأمهاتهم".

وتؤكد سمرقند أن "موضوع الطائفية ليس له علاقة بذلك، فالمرشحة النائبة في البرلمان العراقي تيسير المشهداني مُزِّقت صورها وهي ضمن قائمة جبهة التوافق، وكذلك المرشحة قرطبة عدنان عن ائتلاف دولة القانون، وهناك أخريات كثيرات مُزِّقت صورهن وملصقاتهن الانتخابية في العديد من الشوارع والأماكن العامة". وتضيف: "وبالتالي هنا دور الاعلام الذي يجب أن يقوم بحملة توعية مكثفة حول هذا الموضوع وخاصة في الأرياف والقرى التي تسيطر عليها العشائر التي تحمل فكرة أن بقاء المرأة في المنزل أفضل من خروجها".

يذكر أن النائبة المستقلة صفية السهيل قد تحدثت في مرات عديدة عن دور منظمات المجتمع المدني في مثل هذه الأمور كي تقوم بتوعية الناس وخصوصا النساء في القرى والمناطق النائية والأرياف حتى تبدأ هناك فكرة الايمان بأن المرأة باستطاعتها أن تعمل مثلها مثل الرجل في شتى المجالات، ولدينا الكثير من الأمثلة على ذلك.

وتشير سمرقند الى أن أول وزيرة كانت في الوطن العربي هي نزيهة الدليمي عام 1925، وأول قاضية في الوطن العربي كانت من العراق هي السيدة زكية عثمان. وتتساءل: "هل يعقل أن بلدا  كالعراق قدم مثل هذه الأسماء النسائية المرموقة في القرن العشرين يعود في القرن الواحد والعشرين الى العصور المظلمة بسبب بعض العقول غير المتطورة؟!".