شايع الشايع: سعد الفرج ممثل من طراز فريد وكاتب متميز

نشر في 06-04-2010 | 00:01
آخر تحديث 06-04-2010 | 00:01
قدَّم شهادته الفنية فيه لفوزه بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي
قدَّم الفنان د. شايع الشايع شهادته الفنية الخاصة بمناسبة تكريم الفنان العملاق سعد الفرج، لفوزه بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي في دورتها الرابعة.

أكد د. شايع الشايع في شهادته الفنية بمناسبة تكريم الفنان القدير سعد الفرج في مهرجان أيام الشارقة المسرحية، أنه من الجيل المحظوظ لأنه في مرحلة الطفولة في مطلع سبعينيات القرن الماضي شاهد الأعمال الدرامية الجميلة عبر التلفزيون باللونين الأبيض والأسود، التي تعاد بصورة مستمرة، مما أتاح الفرصة له للتعايش مع شخوصها، مشيراً إلى أن جيله تعلم وتربّى على شخصياتها، التي من أبرزها الفنان القدير سعد الفرج الذي أمتع بصدق المجتمع الكويتي، وتدرج حتى وصل بفنه إلى كل الدول الخليجية، فكان رمزا لفن التمثيل يُحتذى به.

مؤسس «العربي»

وأضاف الشايع أن التكريم الكبير لفنان كبير من الوزن الثقيل في مهرجان ايام الشارقة المسرحية، الذي يكرم فيه أحد أهم رجالات المسرح العربي مثل الفرج، كيف لا وهو من تعلم وتدرب على يد الفنان الكبير زكي طليمات مع رفاق الدرب، من أمثال خالد النفيسي وعبدالحسين عبدالرضا وغانم الصالح وعبدالرحمن الضويحي وآخرين، جمعهم صرح فني كبير فرقة المسرح العربي، التي تأسست عام 1964 وكان سعد الفرج أحد مؤسسيها، فقدم (استارثوني وأنا حي - أنا ماني سهل 1962 - عشت وشفت 1964 - الكويت سنة 2000)، والكثير من الأعمال الجميلة، لكنه لم يكتفِ بذلك، إذ أراد تأكيد الموهبة بالتعليم والثقافة الفنية، فسافر إلى العديد من الدول للاستزادة إما بالدورات المكثفة أو الدراسة النظامية، فحصل على دبلومين في الإخراج والإنتاج التلفزيوني والمسرحي ومن ثم البكالوريوس 1974 من الولايات المتحدة الأميركية، ثم عاد إلى الوطن محملا ومتسلحا بالطاقة والنشاط والعلم.

فنان مبدع

وقال الشايع: "من تابع أعمال الفرج يجد أن كل أدواره لُعِبت باحتراف كبير، الكوميدي منها أو التراجيدي، الاجتماعي والسياسي، قُدِّمت كلها بإتقان شديد وتفانٍ، فقدم أغلب الأشكال الفنية بذات التفوق والإبداع، فهو ممثل من طراز فريد، وكاتب مميز يعي أدوات فن كتابة الدراما المسرحية والتلفزيونية والإذاعية والسينمائية، وفي كل مجال فني يتصدى له".

وأضاف: "نحن أمام فنان رفيع المستوى قل نظيره، وبالإشارة إلى بعض تلك الأعمال الفنية المليئة بالثقافة والغنية بالجودة الفنية، التي تدل على وعي وثقافة مسرحية جادة ومسؤولة عن رقي مجتمع بأسره، ذلك سعد الفرج الذي أسعدني اللقاء به مرات نادرة وفي مناسبات فنية قليلة، لكني عرفته جيدا قبل أن أراه، فهو الأخ الطيب في (بني صامت)، وهو المستبد في (ضحية بيت العز)، وهو التاجر والوكيل الفاسد في (على هامان يا فرعون) و(حرم سعادة الوزير) و(دقت الساعة) و(حامي الديار)".

ومضى الشايع في شهادته الفنية بالقول: "لا ينسى أي كويتي أو خليجي ذلك الأخ الطيب المسلوب القرار والإرادة في (درب الزلق)، والفيلم السينمائي الرائع (بس يا بحر)، فسعد الفرج جريء في اختياراته للأدوار، دقيق في طرحه، جادٌّ في مواضيعه، راقٍ في كوميديته، وهذه الصفات لا تكون إلا للمحترفين، وأجزم انه احد أساتذة الاحتراف لفن التمثيل، هو السهل الممتنع في التمثيل".

واختتم: "سعد الفرج نجم وقمة وهامة كبيرة، فنان أكثر من رائع يستحق التكريم منا جميعاً، التكريم تأييد وتكريس لكل التكريمات السابقة، وهو ليس غريبا عليه فهو دائما مكرم وانا على يقين بأنني لن اتهم بالمجاملة بل بالتقصير، فسعد الفرج غني عن المجاملة والكل يوافقني الرأي، وليعذرني إذا كان هناك تقصير في التناول والطرح فهو فنان كبير، الحديث عنه يطول بطول تاريخه الطويل والمتشابك والغزير، أطال الله في عمره وأبقاه مدرسة فنية وأخلاقية رفيعة، نتعلم منها  فنون التمثيل وآدابه وسلوكه وممارسته، لنعلمه للأجيال القادمة، فهو قطب عملاق لجيل العمالقة الرواد، وهو بحق منارة من منارات الفن في الوطن العربي".

back to top