كلنا... محمد هايف!!

نشر في 21-03-2010
آخر تحديث 21-03-2010 | 00:01
 سعد العجمي  أسال منذ فترة طويلة ومن قبل كثيرين عن رأيي في أداء النائب محمد هايف، ودائما ما أبدأ إجابتي لأي متسائل بأن خطاب الداعية أو إمام المسجد وخطيبه يجب أن يتغير عندما يصبح سياسيا وعضوا في البرلمان ممثلا الأمة، فما يطرح داخل المجلس ليس كما يطرح على منابر المساجد أو خلال حلقات الذكر في الديوانيات أو المخيمات، لكنني أستدرك بالقول دائما، إنه وبالرغم من الاختلاف غالبا مع ما يطرحه محمد هايف فإنني أعترف بأنه نائب ثابت على مواقفه، ويجب احترام رغبة وخيارات حوالي ستة عشر ألف ناحب صوتوا له في الانتخابات الأخيرة.

قبل أسبوع تقريبا كنت في حديث مع مجموعة من الإخوة الإعلاميين والسياسيين الذين لا "يهضمون" محمد هايف، نصف ساعة تقريبا، وأنا أستمع لحديثهم عن "أبو عبدالله" وأغلبه إن لم يكن كله، كان انتقادا للرجل بعد أن شرّق وغرّب بعضهم مذكرين بتصريح له هنا، أو عبارة أطلقها هناك.

عندما عقبت على كلامهم سألتهم السؤال التالي: كل كلامكم كان عن تصريحات وآراء محمد هايف في الكثير من القضايا، لكنني لم أسمع منكم كلمة واحدة عن مواقفه وتصويتاته داخل قاعة عبدالله السالم؟ هل كان هايف متخاذلا يوماً ما؟ وهل صوّت منذ أن أصبح نائبا بما لا يوافق قناعاته؟ وهل قبل المساومة على أي قضية ما أو قانون أو حتى استجواب رغم أننا نعيش في زمن المساومات والصفقات مع الحكومة؟

أنتم تطالبون بأن يكون هايف سياسيا لذلك يجب عليه أن يرمي عباءة الدين لأنه أصبح نائبا يمثل الشعب، يشرع ويراقب، وأنا معكم في هذا الصدد، لكنكم عندما تقومون بتقييم أدائه، تركزون على فكره ورأيه، وليس على مواقفه البرلمانية! تقولون أيضا إن هايف يطلق الكثير من التصريحات الطائفية التي تضرب الوحدة الوطنية، لكنكم نسيتم أو تناسيتم، أن أغلب تلك التصريحات إن لم يكن كلها كان ردة فعل على تصريحات آخرين، فنادرا ما كان هايف مبادرا بأي تصريح في هذا الإطار، بل إنه في كل الحالات كان يلعب دور المدافع وليس المهاجم.

حوالي ثلاث سنوات تقريبا ومحمد هايف نائب، لكنه لم يطرح يوما من الأيام داخل قاعة عبدالله السالم ما يضرب الوحدة الوطنية، ولم يدخل في سجال أو خصام أو يتبادل الشتائم مع زميل له داخل القاعة كما يفعل غيره ممن هم على خلاف عقائدي معه، فالرجل عفيف لسان لم تخرج منه كلمة مسيئة بحق أي من زملائه.

محمد هايف وصل إلى مجلس الأمة كنائب بسبب النهج الفكري والعقائدي الذي يؤمن به، والناس انتخبته على هذا الأساس، وكان وفيا لها وصادقا معها، ورغم أنني أملك الشجاعة لأقول لـ"أبو عبدالله" إنني أختلف مع ما تطرح في أحيان كثيرة، وإن بعض تصريحاتك "المضادة" تصب الزيت على النار، لكنني أملك الحيادية أيضا التي تجعلني أقول إن محمد هايف لم يكن متلونا كخصومه العقائديين في يوم من الأيام، بل كان ثابتا وواضحا، ولم يخضع لمساومة، ولم يستجب لإغراء كغيره ممن ارتموا في أحضان الحكومة ورضعوا من ثديها.

عموما إن كنا سنقيم هايف على آرائه فإن الأمر فيه أخذ ورد، أما إن كنا سنقيمه بحيادية وتجرد بناء على مواقفه داخل قاعة عبدالله السالم فكلنا محمد هايف.

***

هل انتهت جميع التجاوزات في وزارات ومؤسسات الدولة، وبات القانون يطبق على الجميع، ولم يعد هناك أي قصور حكومي، يبدو الأمر كذلك لدى النائب حسين القلاف، الذي وجه سؤالا إلى وزير الإعلام حول معاقبة الزميل محمد الوشيحي بعد رأيه الذي قاله بأن تعليق الدستور انقلاب على الدستور. أترك الإجابه لكم مع دعواتي بالشفاء للنائب القلاف من مرضه.

back to top