يا صباح يوم 10/12... 
بالله كن جميلاً

نشر في 07-12-2009
آخر تحديث 07-12-2009 | 00:00
 لمى فريد العثمان «يا صباح يوم غد... بالله كن جميلاً». جملة بسيطة كتبها أحد الناشطين «البدون»، ولكنها تحمل في طياتها معاني كثيرة للتعاسة والمعاناة والظلم والقهر عجزت عن حملها الجبال، أنات وصرخات استغاثة تدوي في أصقاع الأرض تطلب النجدة والرحمة ولا يسمعها الصم البكم من العنصريين الجدد المرفهين، فهؤلاء أيديهم في الماء، وأيدي إخواننا «البدون» وأطفالهم في النار، هم المعذبون في الأرض الذين «يحرقهم الشوق إلى العدل» حسب وصف طه حسين، فكم ماتت القضية حرقاً في تزاحم القضايا والاستجوابات «التي لم تحو كلمة واحدة بحقهم»؟ وكم تشوهت وذبلت في خضم غوغائية التأزيم الذي يأكل الأخضر واليابس، ليدور إخواننا «البدون» حول أنفسهم، ويدور البلد حول نفسه في حلقة مفرغة؟ بطولات وهمية... تأزيم... شلل... حل مجلس الأمة، لتضيع الأمة، وتموت القضايا الكبرى كقضية «البدون» في مهدها، وفي لجنتها التي غاب عنها جميع أعضائها ما عدا النائب حسن جوهر!

نردد اليوم مع إخواننا «البدون»: يا صباح يوم الخميس القادم، يوم مناقشة الحقوق المدنية والإنسانية لـ»البدون»، والذي يتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان... بالله كن جميلاً.

بحق أكثر من 120 ألف إنسان محروم من التعليم والعلاج وأبسط الحقوق الإنسانية كاستصدار شهادة ميلاد أو وفاة، بربك كن جميلاً من أجل مَن ضحوا بأرواحهم لهذا البلد... بحق أطفال الشوارع التائهين الهائمين على الأرصفة لتحصيل قوتهم في قيظ نهار يلفحهم بألهابه الحارقة... بحق عيونهم الرطبة القلقة الحائرة، وشيخوخة طفولتهم، ومن أجل المعاقين «البدون» الذين لم تنصفهم جلسة المعاقين الأخيرة... بالله كن رحيما بالأطفال الذين قد يكون مصيرهم نفس مصير الطفلة أجوان التي توفيت في غرفة العناية المركزة في مستشفى الجهراء بسبب عدم منحها جواز مادة «17» كي تتعالج في الخارج، فما ذنب الطفولة في جريمة خلقتها الدولة في الأساس وساهمت في انفجارها؟ كل ذنبهم أنهم ولدوا بلا هوية.

وكيف سيواجه المسؤولون المدعي العام بجنيف في مايو 2010 في ما يتعلق بهذه القضية الإنسانية ولايزال هناك مَن يريد إبادتهم وتهجيرهم وإخراجهم من ديارهم، فبعضهم يحتجز ظلماً دون محاكمة في سجن الإبعاد بطلحة لسنوات بحجة القيود الأمنية التي حكم القضاء بعدم قانونيتها، وبعضهم يسجن لتزوير جواز سفر لبلد ما بسبب الضغوط القاسية من قبل العنصريين الجدد؟ والبعض الآخر يرحَل لإحدى البلاد لترفض استقباله ويعاد على نفس الطائرة... أي ذل وهوان هذا؟

حلم يراود إخواننا «البدون»، كما يعبر الأخ قيس الزهيري، كحلم مارتن لوثر كينغ (المناضل من أجل الحقوق المدنية للأميركيين الأفارقة) «بفجر مبهج يضع نهاية لليل طويل»، حيث خطب في الجموع: «لقد حان الوقت للنهوض من وادي التفرقة المظلم والموحش إلى درب العدالة المشمس، وحان الوقت للنهوض بأمتنا من الرمال المتحركة للظلم إلى صخرة الإخاء الصلبة».

فهل ستأتي أيها الخميس بيوم مشرق لتعيد لنا رقينا وإنسانيتنا وتحضرنا، وتعيد لإنساننا آدميته المنتهكة وكرامته الممتهنة؟ وهل نحن على موعد مع يوم تاريخي ينصف محرومين يعيشون بين ظهرانينا أم أنه يوم سيضيف إلى خيباتنا خيبات؟ 

back to top