قررت مساء أول من أمس (الخميس) أن ألبي دعوة زميل فاضل لحضور حفل زواجه في منطقة الصليبيخات، وبعد نهاية الدوام المعتاد توجهت إلى المنطقة، لأضيع فترة من الزمن بسبب غياب أي لوحات إرشادية تشير إلى موقع صالة المناسبات الاجتماعية التابعة لجمعية الصليبيخات والدوحة التعاونية، والحمد لله أن شهامة وتطوع أبناء الصليبيخات أوصلتني إلى وجهتي بعد جهد جهيد.
قمت بالواجب، وقررت مغادرة المنطقة ميمماً وجهي نحو وسط الديرة، لكنني ضللت الطريق وتوجهت عرضاً إلى منطقة الدوحة، وبعد توغل في المنطقة أدركت أنني في الاتجاه الخاطئ، ورحت أبحث عن لوحة إرشادية تدلني على طريقي حتى وجدت ذاك السهم على اللوحة الزرقاء يشير إلى مدينة الكويت، فتبعته حتى خرجت على شارع ساحل الصليبيخات بالقرب من طريق ميناء الدوحة. في البداية وعند دخولي إلى الطريق ظننت أنني قد دخلت مضمار «الفورمولا» للسباق مما شاهدته من سيارات منطلقة بأقصى سرعتها في ذلك الطريق ذي الحارات الثلاث الصغيرة، ومجموعة من سيارات بألوان غريبة وزجاج مظلل تمشي ببطء لتسد الطريق على مجموعة أخرى تتسابق، وخلال ارتباكي مما يحدث لمحت سيدة على يمين الشارع مع بناتها في سيارة يابانية صغيرة «منصرعة» من شدة الخوف و«متشلبة» بـ«السكان»، وأنا كذلك، تفاديا للسيارات التي تتجاوزنا من اليمين واليسار في آن واحد بأقصى سرعة وهي تتلوى من بين السيارات، وأحيانا تتباطأ لتسد الطريق، وفي خضم هذا الرعب «الشوارعي» نظرت إلى يساري فوجدت طفلا قد لا يتجاوز الرابعة عشرة من عمره يقود «جيب» وبجانبه زميله يضحكان بصوت عالٍ وصوت مسجلته يصدح من داخل مركبته ويخترق سيارتي بصوت المطرب خالد عبدالرحمن رغم إحكامي إغلاقها من قسوة المناخ! نظرت من حولي في حالة المستنجد بسلطة الدولة والحكومة- الله يعزها- لربما تكون هناك دورية على الطريق وعلى أي الاتجاهين، توقف هذا الكرنفال العبثي والسلوك الجنوني قبل أن يحصد أرواحا بريئة في الشارع العام في ليلة الإجازة الأسبوعية التي تخرج فيها العائلات والناس، فلم أجد أيا منها، واستمرت حركات التهور والتجاوز تلك حتى دخلنا شارع جمال عبدالناصر وتجاوزته حتى دوار بوابة الجهراء دون أن ألمح مظهرا واحدا في ضواحي أطراف العاصمة وحتى قلبها لرجل شرطة يمثل النظام والقانون في الشارع العام! وبعد أن انتهت تلك المغامرة ووصلت إلى منزلي بحمد الله، تذكرت تلك السنوات الغابرة عندما كانت سيارة النجدة القديمة باللونين الأسود والأصفر في كل مكان تحافظ على الأمن والنظام، وتطوف حتى الشوارع الداخلية في الضواحي السكنية لتفرض هيبة القانون وتحافظ على حقوق وأمن كل من يستخدم الطريق العام، وتبث الطمأنينة في قلوب الجميع... وتساءلت لماذا؟ ولمصلحة من يغيب القانون وتتدهور الأحوال في بلدي؟! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
مقالات
مغامرة الصليبيخات... ومضمار الفورمولا !
06-06-2009