أحداث إيران... ما هو موقف سورية؟
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لاشك في ان دمشق تعرف هؤلاء الإصلاحيين، الذين من الواضح ان الشق بينهم وبين مرشد الثورة سيتسع وسيتعاظم خلال الأيام المقبلة، فهي تعرف مير حسين موسوي معرفة أكيدة عندما كان رئيساً لوزراء إيران، كما ان معرفتها بكل من مهدي كروبي وهاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي وآية الله العظمى حسين علي منتظري لا تقل عن معرفتها بالثورة الإيرانية نفسها، لكنها وتجنباً لأي عواقب غير محسوبة حساباتها بصورة دقيقة فإنها بالتأكيد تفضل ان يجري تكريس محمود أحمدي نجاد في موقعه أربع سنوات مقبلة، وتفضل ان يلتزم الشعب الإيراني بتوجيهات السيد علي خامنئي، وأن تتوقف المظاهرات وهذه الأعمال الاحتجاجية. إن دمشق تنهمك الآن في شهر عسل مع الولايات المتحدة في عهد هذه الإدارة الديمقراطية الجديدة رغم ظهور بعض المنغِّصات بين فترة وأخرى، وإنها تنظر على أحر من الجمر ان يتحرك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتجاه استئناف المفاوضات غير المباشرة المتوقفة، ولذلك فإنها في حاجة إلى أن يبقى محمود أحمدي نجاد في موقعه، فمواقفه المتشددة تعزز مواقفها التي غدت مرنة ومعتدلة في الأيام الأخيرة، وهي تبدي حرصاً شديداً على ألا تدخل إيران في دوامة الفوضى والنـزاع والشقاق بينما هي ذاهبة الى تحسين علاقاتها مع واشنطن وذاهبة الى تجديد التفاوض مع الإسرائيليين. والسؤال هنا هو: هل ان إيران يا ترى وبخاصة عندما يبقى محمود أحمدي نجاد رئيساً للجمهورية الإسلامية مع ان تعود العلاقات السورية - الأميركية الى الودِّ وإلى التـَّحابّ والتفاهم، ومع ان تستأنف دمشق مفاوضاتها المعلقة مع الإسرائيليين إن بصورة غير مباشرة وإن بصورة مباشرة...؟! هناك من يقول إنه لأن طهران تعرف أن علاقاتٍ سورية جيدة مع أميركا ستنعكس إيجابياً على علاقاتها مع الولايات المتحدة فإنها مع ان ينتهي الغزل السوري - الأميركي الى مثل هذه العلاقات، وإنه لأنها، أي طهران، تعرف ان المفاوضات السورية مع الإسرائيليين سواء بقيت غير مباشرة أم أصبحت مباشرة لن تؤدي الى أي نتيجة وأن مصيرها في كل الأحوال سيكون الفشل فإنها لا تبدي أي معارضة لها حرصاً على العلاقات التاريخية والمميزة التي تربطها بدولة عربية رئيسية وأساسية. كاتب وسياسي أردني كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء