وجهة نظر : الغاز الطبيعي المصري
قام وفد من مؤسسة البترول الكويتية في الشهر الماضي بزيارة جمهورية مصر العربية برئاسة الرئيس التنفيذي، وذلك لبحث سبل التعاون واختيار افضل الفرص المتاحة في السوق المصري، فهناك عدة مشاريع تقوم بها مؤسسة البترول الكويتية من استكشاف وتنقيب، ومن بين المواضيع التي نوقشت تطوير بيع عقود مشتقات نفطية مثل الديزل ووقود الطائرات تصل الى حوالي مليون طن سنويا، وهذه الكميات كما هو معروف ليست كميات جديدة تنتجها المؤسسة، بل هي كميات عقود أخرى ألغيت من قبل زبائن آخرين في آسيا مثل اندونيسيا وبنغلاديش، وبالرغم أن هذه المساعي جيدة فإننا لا نعرف حتى الآن ما هي الشروط، خاصة طريقة توصيل الشحنات هل باستخدام سفن كويتية التي ظلت لفترة متوقفة بسبب إلغاء تلك الكميات او باستخدام سفن مستأجرة من السوق العالمي! خصوصا أن المؤسسة تنتهج سياسة حظر مؤقت لسفنها للمرور بالقرب من مناطق القرصنة الصومالية عند مدخل البحر الاحمر بهدف عدم تعرضها لأي حوادث سلب من قبل القراصنة بالرغم من وجود ممرات آمنة محمية من قوات بحرية دولية... هل ستستأجر ناقلات أجنبية لتنفيذ عقودها؟ هذا ما سنعرفه بالمستقبل القريب، هناك موظفون من الذين يعملون خلف الكواليس يسعون الى تحقيق أهداف المؤسسة للتوسع في القارة الافريقية منذ فترة وللاسف غالباً ما تنسب جهودهم الى بعض القيادات النفطية دون النظر الى الجهود التي بذلت لتحويل المناقصات الدولية المصرية لشراء المنتجات النفطية إلى عقود بيع وشراء مباشر مع المؤسسة.
كنا نتمنى أن يكون مستوى وفد المؤسسة ممثلاً برئاسة وزير النفط الكويتي لمقابلة وزير البترول المصري المهندس سامح فهمي لمكانة مصر ولما تمثله قناة السويس من شريان حيوي للطاقة العالمية ولكن يبدو انشغال وزير النفط بأمور تتعلق بمجلس الامة الزمته بالوجود قريبا، فالكويت تزود مصر بالنفط الخام ومنتجات اخرى وكانت المؤسسة في السابق في الثمانينيات تزود مصر بمشتقات الديزل ووقود الطائرات ووقود السفن وتوصلها بناقلات كويتية، في هذا الصدد نود طرح أحد الاقتراحات على المؤسسة ودراسة جدوى هذا الاقتراح كما نعلم ان مؤسسة البترول الكويتية تقوم حاليا باستيراد الغاز المسال LNG ولسنوات قادمة، بالمقابل نحن نعلم ان مصر تنتج ما يصل الى حوالي 6 مليارات قدم مكعبة يوميا من الغاز الطبيعي، ولديها احتياطيات غاز تصل الى 80 تريليون قدم مكعبة، تقوم بتصدير 30 في المئة من انتاجها لزبائنها، ولمعلومات القارئ، الغاز المصري ينقل عن طريق انبوب غاز يمتد من العريش المصرية الى الأردن وقامت مصر مؤخرا بتوقيع عقود غاز لتوصيلها الى لبنان وسورية والمرحلة المقبلة إلى تركيا ورومانيا باستخدام انبوب الغاز. ومما يشجع التفكير في هذا الاقتراح هو وجود خط غاز من مصر إلى الأردن والاقتراح يتمثل في مد تفريعة انبوب غاز من الاردن إلى السعودية وينتهي بالكويت كحل بديل عن المشاريع الاخرى المطروحة ولا نظن ان مشروع انبوب غاز قطر في المرحلة الحالية مشروع مجد لأسباب معروفة، ولكن نتوقع أن هذا الاقتراح قد يلقى الترحيب من كل من مصر والأردن والسعودية خاصة ان هذه الدول متقاربة بالمنظور السياسي، هذا المشروع له مقومات النجاح نذكر منها على سبيل المثال توافر الغاز المصري، توافر شركات عربية متمرسة في هذا العمل وهي شركات مصرية مشهود لها بالكفاءة والخبرة مثل شركة سوميد Sumed وشركة بتروجيت Petrojet، توافر العمالة المدربة، توافر الإدارة وتوافر السيولة، ولا يبقى غير تضافر الجهود بين الأشقاء وتوافر ادارة جادة في مؤسسة البترول الكويتية لتبني مثل هذا الاقتراح، ومثل هذه المشاريع ليست بجديدة فهناك مشاريع شبيهة مثل خط غاز إيران- باكستان الذي يبلغ طوله أكثر من 2700 كيلومتر مع العلم ان الفكرة المقترحة لا يزيد طول انبوب الغاز من مصر الى الكويت عن 1500 كيلومتر، فهل يتحول الربط بشبكة الغاز المصري وايضا الربط الكهربائي معهم الى حقيقة؟* خبير متخصص في تكرير وتسويق النفط