أيُّ توازن رعب؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لكن ما يتبادر إلى الأذهان حتى بالنسبة إلى أصحاب أنصاف العقول هو أنه إذا كان حزب الله لديه كل هذه الإمكانات والقدرات العسكرية، وأنه وصل من التفوق إلى حد استطاعته فرض حصار على الشواطئ الإسرائيلية، فلماذا يا ترى لا يبادر إلى فرض هذا الحصار منذ الآن؟ ولماذا يؤجل قصف "ديمونا" وتل أبيب ونهاريا؟ ثم لماذا إذا كان قادراً بالفعل على هذا كله يترك غزة المسكينة محاصرة على هذا النحو، إذ هي تواجه كل هذا الحصار القاتل من البحر والبر والجو؟ ومثل هذا السؤال يجب توجيهه إلى محمود أحمدي نجاد، الذي كرر التهديد أكثر من مرة بأنه سيزيل إسرائيل من الوجود إن تمادت في قمع الشعب الفلسطيني... لماذا يا ترى لا يبادر الرئيس الإيراني إلى إزالة هذه الدولة الصهيونية المعتدية من الوجود ويريح الفلسطينيين والعرب والمسلمين من شرها؟ وعندها فإنه سيتحول إلى صلاح الدين الأيوبي آخر، وستكرس إيران نفسها مثابة القيادة في هذه المنطقة ولعقود طويلة. "رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه"، والمسألة هنا ليست مسألة حسد أو حقد، لا سمح الله، إنها مسألة واقع وحقيقة، فالواقع يشير وبالأرقام إلى أنه لا يوجد توازن رعب في هذه المنطقة بين إسرائيل والعرب كلهم، أما الحقيقة فإنها تذكرنا بـ"الظافر" و"القاهر" التي عندما وقعت الواقعة في عام 1967 تبين أنهما كذبة كرتونية كبيرة، كما تبين أيضاً أن زمجرات طويل العمر أحمد سعيد عبر "صوت العرب" كانت كحداء مسافر الصحراء ليلاً الذي عندما يستبد به الخوف يبدأ بالغناء بصوت مرتفع ظاناً أنه بهذا يبعد عن نفسه اللصوص والضباع وهوام الأرض.