في طريقه إلى بيته، عثر المواطن المصري عبدالعزيز الشربيني على طفل تائه، بدت عليه الإعاقة الذهنية، ولا يعرف عن نفسه سوى أن اسمه مصطفى، فاصطحبه إلى قسم الشرطة ليحرر محضرا، لكن الضباط طلبوا منه أن يكفله في بيته حتى يعثروا على أهله.

Ad

رضخ عبدالعزيز وقرر تربية مصطفى وسط أبنائه، خوفا من أن يقع في يد إحدى عصابات تجارة الأعضاء التي انتشرت في مصر، والتي قدم بعضها إلى القضاء.  

ومن تقرير صادر عن وزارة الداخلية أول يوليو الجاري، لم يعرف عبدالعزيز أن 12 ألف طفل تاهوا من أسرهم خلال عام 2009، بواقع 34 طفلا كل يوم، منهم 3500 طفل تم العثور عليهم وعادوا إلى أهلهم، في حين ظل 8500 تائهين في شوارع المجهول بلا أي أثر.

العميد إبراهيم البرعي، وكيل إدارة البحث والإحصاء قال إن الشرطة تتلقى يوميا بلاغات عديدة عن اختفاء الأطفال، بعضها يكون كاذباً، مما أثر على تعامل ضباط الشرطة بجدية مع البلاغات الأخرى. وأوضح البرعي أن كثيرا من التائهين معاقون ذهنيا، غافلوا أسرهم واستقلوا وسيلة مواصلات، غالبا ما تكون القطار، واستقر بهم الحال في مدينة أخرى ليعيش بقية حياته فيها يقتات على التسول، كما أن بعض الأطفال يهرب من البيت لسوء معاملة أفراد الأسرة له، وهذا يكون قد اختار العيش في الشارع بإرادته.

من جهته، يوضح العميد رمضان أبوالنور، رئيس مباحث الأحداث سابقا، أن الشرطة يقتصر دورها على ضبط الأطفال المشردين بالشوارع، وتسليمهم إلى مؤسسات الرعاية الحكومية، أما بالنسبة للمفقودين فيتم تحرير نشرة بمواصفات الطفل المفقود يرفق بها صورة له، وتوزع على الأقسام، لتقارن بالبلاغات المقدمة عن غياب أطفال، مشيرا إلى أن نسبة العثور على الأطفال المتغيبين تكاد تكون أقل من 1 في المئة، نظرا لأن أغلب حالات اختفاء الأطفال يتم بمحض إرادة الطفل، وبالتالي يصبح أمر إعادته إلى أهله أو المبلغين باختفائه أمرا صعبا للغاية. يؤكد العميد حسن العايدي، رئيس مباحث الأحداث بالإسكندرية سابقا، أن نسبة كبيرة جدا من أطفال الشوارع وخاصة البنات يعملن في الخدمة بالمنازل، وأيضا الذكور يعملون في المنازل والمستشفيات والشركات، موضحا أن مجموعة من "السماسرة" تجمع هؤلاء الأطفال من الشوارع ليخدموا في المنازل مقابل طعامهم.