شنَّ الرئيس المصري حسني مبارك أمس، هجوماً حاداً على حركة "حماس" واتهمها بأنها تنظم حملات للهجوم على مصر لحساب "قُوى عربية وإقليمية تُزايد على القضية الفلسطينية"، في تلميح واضح إلى سورية وإيران، مؤكداً أن ذلك لن يعوق بلاده عن مواصلة بناء الجدار الحدودي.

Ad

وخصص مبارك خطابه بمناسبة "عيد الشرطة" لقضيتين، هما تداعيات حادث نجع حمادي الطائفي، والرد على انتقادات قادة "حماس" لبناء مصر حاجزاً فولاذياً على خط حدودها مع قطاع غزة.

وفي إشارة واضحة إلى الخطاب الذي ألقاه رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في دمشق أمس الأول، قال مبارك: "نتعرض لحملات مكشوفة من قُوى عربية وإقليمية لم تقدم يوماً ما قدمته مصر لفلسطين وشعبها، وتكتفي بالمُزايدة على القضية الفلسطينية، والمُتاجرة بمعاناة الفلسطينيين، ومصر لا تقبل الضغوط أو الابتزاز ولا تسمح بالفوضى على حدودها أو بالإرهاب والتخريب على أرضها، ولدينا من المعلومات الموثقة الكثير، والذين يقومون بهذه الحملات وينظمون مهرجانات الخطابة للهجوم على مصر في دولة شقيقة، بيوتهم من زجاج ولو شئنا لرددنا لهم الصاع صاعين، لكننا نترفع عن الصغائر".

وشدد مبارك على ضرورة استكمال إنشاء الجدار قائلا" "إننا قد نصبر على حملات التشهير والتطاول، لكن ما لا نقبله الاستهانة بحدودنا أو استباحة أرضنا أو استهداف جنودنا ومنشآتنا، إن الإنشاءات والتحصينات على حدودنا الشرقية عمل من أعمال السيادة المصرية لا نقبل أن ندخل بشأنه في جدل مع أحد، أو أن ينازعنا فيه أحد، إنه حق مصر الدولة، بل وواجبها ومسؤوليتها، وهو الحق المكفول لكل الدول في السيطرة على حدودها وتأمينها وممارسة حقوق سيادتها".

وقال: "نحن ماضون في استكمال الإنشاءات والتحصينات على حدودنا، لا إرضاءً لأحد، إنما حماية لأمننا القومي من اختراقات نعلمها، وأعمال إرهابية"، مضيفاً "يقولون إن ما حدث في العريش وفي رفح سحابة صيف، وأقول لهم ما أكثر سحابات الصيف في تعاملكم معنا، وما أكثر ما نلاقيه منكم من مُراوغة ومُماطلات وأقوال لا تصدقها الأفعال وتصريحات ومواقف متضاربة ترفع شعارات المقاومة وتعارض السلام، فلا هم قاوموا ولا صنعوا سلاماً".

وكشف الرئيس المصري أنه رفض أن تنضم مصر إلى الاتفاق الأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة في عهد الإدارة الأميركية السابقة.

وبشأن قضية حادث نجع حمادي، شدد مبارك على أنه لن يسمح بصراعات طائفية في مصر، منتقداً تقاعس الأزهر والكنيسة القبطية عن التصدي لهذا الخطر.

وقال: "إنني كرئيس للجمهورية ورئيس لكل المصريين، أحذِّر من مخاطر المساس بوحدة هذا الشعب والوقيعة بين مسلميه وأقباطه، وأقول بعبارات واضحة إنني لن أتهاون مع من يحاول النيل من الوحدة الوطنية أو الإساءة إليها من الجانبين، إننا نواجه أحداثاً وظواهر غريبة على مجتمعنا، يدفعها الجهل والتعصب ويغذيها غياب الخطاب الديني المُستنير من رجال الأزهر والكنيسة، خطاب ديني يدعمه نظامنا التعليمي وإعلامنا وكتّابنا ومثقفونا، ويؤكد قيم المواطنة، والدين لله والوطن للجميع".