الأسلوب التفاوضي للشيخ عبدالله السالم أسلوب يستحق الدراسة والإمعان. فمنذ الأيام الأولى لحكمه واجه العديد من المشاكل على جبهات متعددة كان أهمها الإنكليز، الذين كانت الكويت حينئذ لاتزال ترتبط معهم باتفاقية حماية.

Ad

وكما سنرى لاحقاً فقد نجح عبدالله السالم في تحقيق مكاسب كبرى على الجبهة الإنكليزية من خلال أسلوبه التفاوضي الهادئ والبارع في قضايا مثل تعديل الاتفاقية النفطية وشروطها، وتعيين الخبراء الإنكليز موظفين لدى الحكومة الكويتية لا ممثلين للحكومة البريطانية، وكيفية إنشاء بنك الكويت الوطني، وكذلك الطريقة التي تمت بها عملية إنشاء مكتب الاستثمار الكويتي. لاشك في أن لكل واحدة من تلك القضايا تأثيراً مذهلاً على بناء الدولة، وهي بالتالي تحتاج إلى تفصيل.

وبقدر ما كان عبدالله السالم ناجحاً في فرض أجندته من خلال أسلوبه التفاوضي المتميز، لم يحقق ذات النجاح في احتواء وحسم الخلافات والطموحات الذاتية داخل الأسرة الحاكمة، والتي كان أبرزها الخلاف الشهير والمستمر بين الشيخ عبدالله المبارك والشيخ فهد السالم رحمهما الله. فعلى الرغم من كل المحاولات التي بذلها عبدالله السالم لتخفيف التوتر داخل الأسرة، فإنّ نجاحه على تلك الجبهة كان محدوداً، ما أدى إلى إعلان تنازله عن الحكم في بدايات حكمه، ولولا الجهود التي بذلها بعض الشخصيات العامة، لكان من الممكن أن ينفّذ ذلك العزم.

في كل الاحوال كان عبدالله السالم محاطاً بعدد من الشخصيات البعيدة النظر، التي استطاعت إسناده في لحظات الإحباط والألم وانعدام الوزن. وهكذا لم يكن وحده صانعاً للحدث وللتطور، بل كان قائداً لحالة صعود اجتماعي كما سيتضح.

مؤتمر

أكتب لكم من جنيف حيث أشارك في المؤتمر السابع للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، الذي يستحق التعليق عليه لاحقاً. المشاركة العربية تكاد تكون معدومة. إيران كانت حاضرة بقوة كقضية لا كأشخاص. تعلمت كثيراً من الرؤى والأفكار المتباينة التي تم طرحها عبر 22 جلسة شملت جميع الموضوعات ذات البعد الاستراتيجي في العالم. المشاركة العربية الضعيفة تدل على ضعف الاهتمام بمراكز الأبحاث والدراسات لدى صانع القرار العربي، وبالتالي الاعتماد الكلي على المزاج وردود الأفعال.

اعتذار

بسبب السفر وعدم توافر التواصل المستمر عبر الإنترنت قد لا أتمكن من الرد على تعليقات القراء الأعزاء، وقد تنقطع الكتابة فأرجو المعذرة وكلّ عام وأنتم بخير مقدماً.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء