ودّع لبنان أمس العلامة المرجع محمد حسين فضل الله في حضور حشود من المواطنين، من مختلف المناطق، ضاقت بهم شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت، وسط إقفال رسمي عام. وبينما تردّدت معلومات أمس عن زيارات رئاسية عربية وأجنبية يشهدها لبنان في الأسابيع المقبلة، شدد رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان على أهمية تهدئة الوضع جنوباً.

Ad

شيّع اللبنانيون أمس العلامة محمد حسين فضل الله، في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث صُلي على جثمانه في مسجد الإمامين الحسنين، قبل أن يوارى في الثرى بباحة المسجد، وسط كثافة بشرية ضخمة، إذ وصل الموكب الى مشارف المثوى الأخير في حين كان الحشد لايزال متصلاً بمكان الانطلاق.

وجال موكب التشييع في الشوارع الداخلية للضاحية، بعد انطلاقه من أمام منزله في حارة حريك، بينما انتشرت صور السيد فضل الله وبُثّت تسجيلات لمواقفه وخطبه عن المقاومة وفلسطين والوحدة الاسلامية، على وقع قرع أجراس كنيسة مار يوسف في حارة حريك. وكان مئات الآلاف من اللبنانيين توافدوا من مختلف المناطق اللبنانية منذ الصباح للمشاركة في التشييع، إضافة الى حشد من الوزراء والنواب اللبنانيين، من أبرزهم رئيس اللقاء الديمقراطي الذي مشى برفقة نجله تيمور وعدد من نوابه في الموكب سيراً على الأقدام.

وشارك في التشييع وفد رفيع المستوى من المسؤولين الايرانيين، ضمّ أمين مجلس صيانة الدستور الايراني آية الله أحمد جنتي ونائب الرئيس الايراني مسعود زريبافان ورئيس مؤسسة الشهيد الايرانية، وعدد من النواب الايرانيين. كما شارك وفد عراقي كبير، ضم وزراء ونوابا ورجال دين.

حركة في اتجاه لبنان

وبينما غاب النشاط السياسي أمس بفعل الإقفال الرسمي حداداً على العلامة فضل الله، من المتوقع ان تشهد بيروت في الفترة المقبلة زحمة زوار على مستويات رفيعة، بعد إبلاغ  عدد من رؤساء وأمراء الدول العربية والاقليمية المجاورة المسؤولين اللبنانيين رغبتهم في زيارة لبنان قبل شهر رمضان المقبل، على ان تحدد مواعيد هذه الزيارات في ضوء اجندة المسؤولين. وعلى جدول الزيارات، زيارة مرتقبة للرئيس السوري بشار الأسد خلال هذا الشهر، فضلاً عن زيارات متوقعة قبل بداية شهر رمضان المقبل لكل من الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى.

وتعليقاً على الاحداث الأخيرة بين أهالي عدد من البلدات الجنوبية وقوات "اليونيفيل"، أكدت مصادر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن "الاجتماعات التي عقدها في بعبدا الأحد الماضي أعطت مفعولها الإيجابي والمؤثّر على الساحة الجنوبية"، كاشفة أنه شدد خلالها هذه اللقاءات، ولاسيما امام رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، على ضرورة تهدئة الوضع". ونقلت عنه تأكيده أن "لا مصلحة للبنان بإزعاج اليونيفيل أو دفعها الى مغادرة لبنان، في هذه المرحلة بالذات".

وفي سياق أبرز المواقف، أكد رئيس الهيئة التنفيذيّة في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "أحداث الجنوب ليست عفويّة وليست مشكلة عاديّة بين الأهالي والقوات الدوليّة كما تُطرح"، مبدياً أسفه لأن "ما يحصل له خلفيّات سياسية". وقال: "أُفضّل عدم الدخول في تفاصيلها لأنها غير واضحة لأحد سواء أكانت إقليمية لها علاقة بالعقوبات على إيران أو إن كان لها علاقة بالمحكمة الدوليّة، مع أن الكثر في الفريق الآخر يتحدثون علناً أن القوات الدوليّة هي أول من سيتضرر في حال أكملت المحكمة الدولية مهمتها".

وشدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي على ان "القرار 1701 واضح لجهة ان القوات الدولية لا يمكنها ان تقوم بأي عمل من شأنه التعدي على سلطات القوات المسلحة اللبنانية وصلاحياتها"، مجدداً الاشارة الى أن "الكتيبة الفرنسية خرجت عن القواعد المنصوص عليها في الـ1701 وفي مذكرة قواعد الاشتباك".