آمال بين الضبعة والقبّان

نشر في 27-10-2009
آخر تحديث 27-10-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي الحديث عن الوحدة الوطنية في الكويت يذكرني بشائعة الفيلم الخليع للفنانة ليلى علوي، الكل يتحدث عنه، والكل لم يشاهده. وكنا في عز المراهقة نسأل أحدنا: "ها شفت الفيلم؟"، فينفي لكنه يقسم لنا بأغلظ الأيمان وأبخس الأثمان أن نسيبه شاهد الفيلم، فتتلبسنا الحماسة ويدفعنا الفضول والشبق من ظهورنا فنسأل نسيبه، فينفي مشاهدة الفيلم لكنه يقسم أن زميله في الصف شاهده، فنجري جري الوحوش بحثاً عن زميله...

وفي الفترة الأخيرة، كثر التباكي على حائط الوحدة الوطنية، وأكثر من تباكى هو أحد الشخصيات الدينية، بدون ذكر أسماء هو الوكيل محمد باقر المهري، وهو وكيل حصري للمراجع، ووكيل مساعد للفقيه، ينفي خبر وفاته، ويطمئن أتباعه في الكويت على صحته، وسبحان الله، كل أتباعه هنا يؤيدون أحمدي نجاد وفريقه المتشدد.

وفي الفترة الأخيرة أيضاً، ظهر لنا "قبّان"* يزاول أعماله اليومية المعتادة، فيدحرج أوساخه، ويدعي أنه "قلب الدفاع" عن الكويت، اهب يا قلبه. ويختصر الكويت في شرق وجبلة والمرقاب، وكأن "الجهراء" عراقية و"الوفرة والصبيحية والأحمدي" سعوديات أباً عن أم، و"الفنطاس وأم الهيمان" من دول الكونكاكاف. طيح الله حظ القبابين. ثم يتطرق إلى ازدواجية الجنسية فيخص بها فئة ويتحاشى الحديث عن ذاك الذي يتحدث باسم إيران وجواز سفره الأخضر يبرز من جيبه العلوي، ويستند إلى حائط السفارة، ويهدد بسلاحها، فترتعد حكومتنا الرخوية.

ومن دون الحاجة إلى التركيز، سيلاحظ الجميع التعاون الذي يربط "القبان" بـ"الضبعة"، وكلاهما نعرفه من رائحته النتنة. وقد بلغني من مصادر موثوقة أن القناة التي أعلن القبان إنشاءها هي في الأصل ملك للضبعة، وسبق أن ظهرت أيام الانتخابات ثم اختفت، وها هي تعود بالاسم ذاته.

وطبعا ستتخصص قناة القبان بمهاجمة القبائل، وطبعاً أيضاً لن يتباكى المهري على الوحدة الوطنية، وستترك الحكومة القبان يوسّخ خيام القبائل، إذا لم تكن هي التي تشجعه، على اعتبار أن القبائل هي الفئة الأضعف! هؤلاء يعتقدون أن أبناء القبائل كلهم من طقة الخنفور والحويلة وسعد زنيفر، وأنهم لا يجرؤون على رش الماء على وجه وزير الإعلام النائم الشيخ أحمد العبدالله، ولا الصراخ عليه ليستيقظ من سباته وينفّذ قوانين المرئي والمسموع التي منعت التعريض بأي شريحة من المجتمع.

ويا نوابنا أوقفوا وزير الإعلام على التبّة واملأوا مخازن بنادقكم بما لذ وطاب من الطلقات، وأبلغوه أنه ما لم يدهس القبان بحذائه، ويمنع عنا قاذوراته، فليبحث عن درع يحميه من طلقات البنادق الغاضبة.

ولولا خوفي على هذه الديرة، لشرحتُ للقبان والضبعة ومن استطيبَ رائحتهما كيف يكون التحريض و"التحريق"... صحيح أن الصحف، مع الأسف، تغلق عيناً وتغمض الأخرى عن أفعال القبان والضبعة، وصحيح أن الصحف هذه كانت ستنتفض لو كانت شريحة أخرى غير القبائل هي التي تتعرض لهذا الهجوم، والصحيح الثالث أن أصحاب الصحف أو إداراتها يقولون لنا في الغرف المغلقة كلاماً يجعلنا نحن نطالبهم بالتهدئة والشفقة على القبان، قبل أن يسيح كلامهم كالزبدة، والصحيح الرابع أن بعض شخصيات القبائل يخشون الحديث عن هذا الأمر كي يظهروا بمظهر العقلاء، وصحيحات أخرى كثيرة لو أنني عددتها لما انتهيت، لكن الصحيح الأهم أننا لسنا في حاجة إلى هذه الصحف ولا إلى "عقلاء القبائل". ولولا الخوف – كما ذكرت – على الديرة، التي لا يخافون هم عليها، ولولا الحياء من بعض أبناء العوائل الذين طردوا القبان من دواوينهم وأسمعوه كلاماً يليق به، لقرعنا الطبول، ولارتفع الدخان.

*: بوجعل

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top