تسلّل الاحتقان الطائفي الذي يشهد نمواً متصاعداً في مصر خلال السنوات الأخيرة إلى أقصى شمال غربي مصر، حيث شهدت محافظة مرسى مطروح الصحراوية (500 كم شمال غرب القاهرة) المعروفة بهدوئها للمرة الأولى في تاريخها مصادمات طائفية مساء أمس الأول، أصيب على إثرها أكثر من 30 شخصاً معظمهم من الأقباط، إضافة إلى إصابة عدد غير معروف من أفراد الأمن، على خلفية نزاع بين أقباط ومسلمين على أحقية كنيسة حديثة الإنشاء في بناء سور بأحد شوارع المدينة. وتباينت الروايات بشأن الطرف المتسبب في إشعال المصادمات، وبحسب رواية المسلمين فإن صبية من الأقباط قذفوا المسلمين بالحجارة بعد هدم السور مثار الخلاف، وتأجج الموقف عندما سرت شائعات بشأن اعتداء عدد من شباب الأقباط على أحد أئمة المساجد، بينما أكد الأقباط أنهم فوجئوا خلال وجودهم في المبنى الخدمي التابع للكنيسة باعتداء عدد كبير من الصبية المسلمين عليهم وقذفهم بالحجارة، ثم تطور الأمر إلى اشتباكات دامية، وأرجع الجانب القبطي هذا الاحتقان إلى عدم تقبل مسلمي المدينة إنشاء كنيسة جديدة.

Ad

وقال محافظ مطروح أحمد حسين إن الاشتباكات أسفرت عن إصابة 24 من الجانبين، واشتعال النار في ثلاثة منازل وسيارتين.

وأوضحت المصادر الكنسية أن بدواً وسلفيين شاركوا في الهجوم على المبنى التابع للكنيسة والمنازل والممتلكات الخاصة بالمسيحيين، وأن المهاجمين رددوا شعارات دينية وحاصروا مبنى الخدمات بمن فيه من مسيحيين لساعات قبل انتشار قوات الأمن في المنطقة. وأكد مدير أمن محافظة مطروح اللواء حسين فكري أن الهدوء عاد إلى منطقة الريفية بعد ما وصفه بـ"أعمال شغب" بين مجموعة من الأقباط والمسلمين.

واعتقلت قوى الأمن نحو 30 من المتهمين بإثارة الشغب، إلا أن مصادر أمنية ذكرت لـ"الجريدة" أنه جرى طلب تعزيزات أمنية لمواجهة أي توترات قد تشهدها الساعات المقبلة، لاسيما أن الاحتقان لم يتم احتواؤه بشكل كامل.