الهوسات... لمصلحة من خلط الاوراق؟
![حسن مصطفى الموسوي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/231_1688321617.jpg)
ما جرى من ردات فعل إزاء منع العريفي من دخول البلاد والتناقض الصارخ الذي وقع فيه البعض يعد شاهداً على ذلك، لكن الأخطر من ذلك هو محاولة البعض استغلال هذا السجال وإبراز أحداث أخرى لخلط الأوراق وإشعال الفتنة، وهنا أتحدث تحديداً عن الجهاز الإعلامي الذي أبرز مقطع «الهوسات» على رأس نشرته الإخبارية بشكل عنصري وطائفي... فلماذا يُعرض هذا المقطع الآن بالتحديد مع أن الحدث يعود إلى ما قبل شهرين من الآن؟ ولمَ يُستغَل هذا المقطع للاستهزاء بعرق معين مع أن كثيراً من الكويتيين يتحدرون من هذا العرق؟ ولماذا السعي إلى مساواة ما قيل في هذا المقطع مع ما قاله العريفي مع فارق صفة المتحدث والمكان والطريقة التي بُث بها الكلام؟ لست هنا بمؤيد لبعض الكلمات التي قيلت في هذا المقطع، فمثلما نتوقع من الآخرين احترام معتقداتنا وعدم الإساءة إليها وإلى رموزها، فيجب علينا احترام معتقدات الآخرين ورموزهم الدينية، ويكفي أن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: «كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا... حتى يقول الناس رحم الله جعفر بن محمد فقد أدّب أصحابه». لكن بعض الكلمات التي قيلت في المقطع- وإن كانت إساءة- فإنها لا ترقى إلى الشتيمة ولا يصح مساواتها بعبارات العريفي التي يندى لها الجبين. ولا يجوز مساواة كلام يقال في خطبة رسمية منقولة على قناة فضائية بما قيل في حفل خاص أريد له أن يكون خاصاً ومن قبل أشخاص عاديين، ولا يجوز أن تنجرف الأجهزة الأمنية وراء مطالب بعض النواب وتعتقل بعض المشاركين بذلك الحفل من دون أي سند قانوني أو جريمة يعاقب عليها القانون، فإذا كان كل ما يقال في حفل خاص سيحدث مشكلة ويتسبب في أزمة، فسيكون لدينا مصائب وأزمات عدة يومياً، ولذلك يجب أن يوضع كل حدث في إطاره الصحيح ومن دون أي تضخيم ومبالغة.لست أتكلم هنا من منطلق طائفي (وإن كانت تهمة معلبة صالحة لكل الأوقات) فقد سبق لنا أن وقفنا ضد التكفيريين من بني عقيدتنا الذين لم يكتفوا بالتعرض لعقائد ورموز مخالفيهم بالعقيدة بشكل مقزز ومقيت، بل كفَّروا حتى مخالفيهم من نفس العقيدة والمذهب، فالتطرف أمر مذموم سواء كان من هذا الطرف أو ذاك، ويجب على الجميع التحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء العواطف ووسائل الإعلام المشبوهة، حتى نفوت الفرصة لمن يريد الدمار لبلدنا وديننا سواء من الداخل أو الخارج وذلك لخدمة مصالح الاستكبار العالمي.