شارع التعاون... وازدواج الولاء!

نشر في 20-04-2010
آخر تحديث 20-04-2010 | 00:00
 د. ساجد العبدلي ما أعرفه هو أن تسمية الشوارع من اختصاص المجلس البلدي، وأن الموضوع يتعرض لكثير من المزايدات، والشد والجذب هناك، سواء لتسمية هذا الشارع باسم ذاك الشخص أو ذاك باسم هذا، وقد قرأت أكثر من مرة في أكثر من مكان تذمرا بل اعتراضات على الأمر من باب أن المعايير غير واضحة ولا منضبطة، وأن فيها ما فيها من الأمور الخافيات والمتعلقات الشائكات، لكنني لا أعرف شيئا عن المرحلة اللاحقة لهذا، وأعني بذلك المرحلة المرتبطة بالتنفيذ، ومن المسؤول عن تنفيذ اليافطات الخاصة بأسماء الشوارع والمناطق، وبالأخص الذي يقوم بترجمتها إلى اللغة الإنكليزية.

لا حاجة للقول والتوضيح بأن أسماء الشوارع وأسماء المناطق، ما هي إلا أسماء للتدليل لا أكثر، وأن الاسم لا يتحدث بالضرورة عن شيء حقيقي مرتبط بهذا الشارع أو تلك المنطقة، ولهذا فتسمية منطقة القادسية بهذا الاسم لا تعني بأن جيش سعد بن أبي وقاص قد نازل الفرس فيها، ولا تسمية منطقة الفردوس بهذا الاسم تعني أن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، وأن الأنهار تجري من تحتها، ولا شارع ابن خلدون يعني أن ابن خلدون كتب مقدمته الشهيرة، مثلا، وهو قاطن في شقة من شقق حولي!

لهذا فالمنطق يقول إن ترجمة الأسماء يجب أن تكون ترجمة حرفية للاسم المنطوق لا لمعناه، وإلا لصار لزاما أن يترجم اسم منطقة الفردوس إلى (ذي بارادايس) (The Paradise)، وغيرها، وغيرها كثير.

هذه الأفكار البدهية، التي لا أعتقد أن أحدا يختلف معي فيها، تظل كذلك حتى نرى ما جرى وحصل في يافطات واحد من أهم الشوارع عندنا، ألا وهو شارع «التعاون». فمن قام بكتابة وترجمة يافطاته اقترف جريمة شنعاء في حق الشارع، واليافطة، بل حتى الترجمة!

كان من المفترض أن يترجم اسم الشارع، وكما قلنا، بمنطوق اللفظ، أي (Al-Ta’awun)، وليس بترجمة المعنى، ومع ذلك فليت المترجم فعل ذلك وكتب (co-operation street)، ولكن ما قام به كان ترجمة خاطئة مضحكة بلهاء، جعلت من هذا الشارع المسكين، شارعا مجرما حيث ترجم اسمه إلى الشارع المتعاون، (co-operative street)، مما أظنه سيستوجب إحالته إلى القضاء بتهمة ازدواج الولاء وربما الخيانة العظمى!

قد لا يعدو الموضوع في نظر البعض خطأ في «يافطة» وأنه لا يستحق كل هذا، ولكنه في رأيي أكبر من ذلك، فهو تجسيد على كيف أن الأمور عندنا، في أغلب مناحيها، تسير خبط عشواء، بلا معايير في الأساس ولا متابعة أو مراقبة بعد ذلك، وإلا كيف بقيت هذه اليافطة معلقة بخطئها الساذج المحرج، في واحد من أهم شوارع الكويت، طوال الفترة الطويلة السابقة، ولم يكلف أحد من المسؤولين، الذين يمرون في هذا الشارع دائما ولا شك، أن يفعل شيئا لتصحيحه؟

على أي حال، وبالرغم من قناعتي بوجود الخطأ، فما كنت لأشكك بمصداقية شارعنا الحبيب وأتهمه بازدواج الولاء لمجرد أن له يافطة خاطئة، فهذه سطحية وسذاجة، لكنني سأدعو المسؤولين إلى تصحيح الأمر بحكمة وروية وذكاء، منعا «للشوشرة» والإحراجات!

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top