توزعت دائرة الاهتمام اللبناني أمس، بين الفاتيكان، حيث توّج رئيس الحكومة سعد الحريري زيارته بلقاء البابا بنيديكتوس السادس عشر، داعياً إياه إلى زيارة لبنان، وبين منطقة الشوف التي شهدت الزيارة الأولى لرئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون لرئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، من دون أن يتمكن من زيارة مدافن آل شمعون بعد اعتصام احتجاجي لمناصري «حزب الوطنيين الأحرار».

Ad

حضرت التهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان في المواقف التي أطلقها رئيس الحكومة سعد الحريري في الفاتيكان، إذ أكد "أننا كدولة مسؤولون عن كل الأراضي اللبنانية ونريد أن نقوم بتنفيذ القرار 1701 الذي يحمي لبنان من أي تهديد إسرائيلي".

وإذ كشف عن القيام "باتصالات دائمة مع كل الدول الصديقة مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا لمواجهة التهديدات الاسرائيلية"، وضع الحريري الاتصالات التي أجراها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بكل من رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في إطار "الرد على التهديدات الإسرائيلية للبنان".

وشدد الرئيس الحريري، خلال لقائه البابا بنيديكتوس السادس عشر، على التمسك "برسالة الانفتاح والاعتدال والحوار"، مؤكداً أن "لبنان هو النموذج للتعايش الإسلامي المسيحي وساحة لحوار الأديان، خصوصاً أن العلاقة بين الفاتيكان ولبنان تمثل الكثير من المعاني والرموز والقيم الإنسانية والاجتماعية والدينية".  

وأكد البابا، بعد تسلمه من الحريري دعوة لزيارة لبنان كما سبقه إليه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، "تكريساً للعيش المشترك وللبنان الرسالة"، أن لبنان في باله، وقال: "لن أنساه، وأرفع الصلوات دائماً من أجله".

وفي إطار الزيارات اللبنانية الرسمية للخارج، يستعد رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان لزيارة موسكو الأربعاء المقبل تلبية لدعوة نظيره الروسي ديمتري ميدفيدف، وعلى جدول أعماله لقاءات مع مسؤولين سياسيين وروحيين، على أن يتم توقيع عدد من الاتفاقيات العسكرية، تشمل ضمناً تزويد لبنان بالعتاد العسكري، وتدريب الطيارين اللبنانيين على قيادة مقاتلات "ميغ 29" التي تعتزم روسيا تسليمها الى لبنان، فضلاً عن استعراض ملف تجهيز وتأهيل المطارات اللبنانية التي سبق أن زارها وفد روسي مختص.

زيارة الجبل

جال رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، على رأس وفد نيابي وحزبي، في منطقة الشوف، واصفاً زيارته الأولى للمنطقة بـ"التاريخية". وبينما قاطعت "القوات اللبنانية" زيارة عون "انطلاقاً من أن المصالحة تمت عند زيارة البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير في عام 2001"، على حد تعبير نائب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات" النائب جورج عدوان، دعا رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون عون إلى "الكف عن المتاجرة بالأموات"، مطالباً عون بـ"الاعتذار لكل الأسرة الشمعونية قبل أن يفكّر في المصالحة". وجاء موقف شمعون بالتزامن مع اعتصام مناصري حزبه عند مدافن عائلة شمعون في دير القمر، احتجاجاً على الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها عون لوضع اكاليل عند أضرحة الرئيس كميل شمعون ونجله داني وعائلته. وأدى التجمع الاحتجاجي إلى إلغاء عون زيارته لمدافن آل شمعون، مستعيضاً بوضع الأكاليل أمام صورتين في باحة سيدة التلة في دير القمر.

وبعد مشاركته في قداس في كنيسة سيدة التلة في دير القمر، توجه النائب عون الى المختارة، حيث وضع إكليلاً على ضريح الزعيم كمال جنبلاط، والتقى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، واصفاً اللقاء بالاستثنائي. وقال: "إنه لقاء إقامة السلام الذي تخطى المصالحة والمصارحة ونأمل أن يستمر لقرون من السلام لأنّنا أدركنا أنّ المدفع لا يبني المجتمع"، معتبراً أنه "لو كانت أجراس الكنائس موجودة في المختارة لكان جنبلاط عرضها عليّ".

من جهته، أكد جنبلاط أنّه "وباختصار تمّت المصالحة والمصارحة والسلام، وهذا اللقاء هو من أجل تثبيتها"، مشيراً الى انه "مرّت على هذا الجبل مآسٍ ومن واجبنا أن نقدم للناس السلام ضمن الحفاظ على التنوّع المعروف".

الطائرة المنكوبة

وفي إطار ملف الطائرة الإثيوبية المنكوبة، تعتزم الحكومة اللبنانية إعلان تقرير رسمي مطلع الأسبوع المقبل، يعرض لحيثيات تحطم الطائرة ونتائج التحقيق الرسمي، ومن المتوقع أن تتوقف أعمال المسح بعد الانتهاء من انتشال الأشلاء المحدد مكان وجودها. وفي حين تم تشييع 3 من ضحايا الطائرة أمس هم خليل الخازن ورنا الحركة وحمزة جعفر، أعلن أهالي ضحايا الطائرة "تشكيل لجنة متابعة تمثّل جميع الأهالي لمتابعة القضيّة ووضع الأهالي في كل المستجدات، واستمرار البحث عن أشلاء جميع الضحايا والاستعانة بكل الخبرات دون تحفظ"، متمسكين باعتبار "شهداء الطائرة شهداء الوطن ومعاملتهم أسوة ببقية الشهداء وبأن تقوم الدولة بواجباتها تجاههم"