آمال: ألقِها يا موسى
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
شنو ما هذا الإعلام الذي يتحدث عن أوضاع إيرلندا أو السلفادور أو أي دولة أخرى ليست الكويت بالتأكيد؟ ما كل هذا التمثيل والبكاء على الهواء المسكوب؟... وأتذكر أنني تلقيت اتصالاً من صحافي (أصبح الآن مذيعاً كثير البكاء) ليُجري معي مقابلة صحافية. وبعد أن زارني في المكتب، طلب مني أن أحكَّ جبهتي وأسرح بنظري بعيداً، كي يلتقط لي صورة يكتب تحتها «الوشيحي يفكر بعمق»، فاعتذرت له ضاحكاً بكل ما أوتيت من قرف: «أنا أفكر على السطح، وأخجل من حركات كهذه»، فتحدث إليّ بنبرة الخبير المشير: «صدقني، أنا أعرف عقليات الناس، يجب أن تمثل عليهم، وهم أغبى من أن يكتشفوا شيئاً»! وهو ما أصبح يفعله في برنامجه. تمثيل باهت مكشوف مقزز.وقبل ذلك تلقيت رسالة إلكترونية من شابين يطلبان إجراء لقاء صحافي يخدمهما في دراستهما في كلية الإعلام، على أن يدور الحوار حول «الكتابة الساخرة». وفي مكتبي، طلب أحدهما بأدب أن أُمسك بالقلم وأتظاهر بالكتابة ليلتقط لي صورة، على اعتبار أن الصورة التقطت لي فجأة وأنا أكتب المقالة، ومن دون علمي، فصارحته: «لك مستقبل في الإعلام الكويتي الغبي، لكنك بالتأكيد ستتعرض للخنق ونتف الشعر لو عملت في إعلام آخر يحترم نفسه»، ثم وبغضب حذرتهما: «مبدئياً، إذا كان من ضمن أسئلتكما سؤال عن أسوأ عيوبي، وتتوقعان مني أن أجيبكما (طيبة قلبي الزائدة عن الحد)، وما شابه من أسئلة وأجوبة، فعليّ اليمين لنتبادلنَّ التراشق بالطفّايات. اتركا الغباء والتمثيل»، فضحكا مرعوبَين وطرحا سؤالهما الأول: «ما سبب التباين الواضح في مقالاتك؟»، فصرخت فرحاً: «صح، هذه هي الأسئلة لا أمَّ لكما»، وخلعت غترتي وأشعلت سيجارتي وابتدأ مشوار الحوار. واليوم، أجزم أن إنشاء فضائية مهنية صادقة ستكون - منذ أسبوعها الأول وهي في مهادها - كعصا موسى تلتهم حيّات السحرة والبكّائين... «وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ».***أوف، نسيت الشاب المبدع في تلفزيون «الوطن»، عبد الوهاب العيسى، الذي يمتلك موهبة يُشار إليها بالانبهار، لولا أن قناته تكتب بـ «خط الرقعة».