في روايته الأخيرة «الرمز المفقود» يقدم دان براون تصويراً مبسطاً لأثر «الفكرة»: «تخيل حبة الرمل بصغر حجمها وضآلة وزنها عندما تتجمع مع غيرها بأعداد هائلة لتشكل جسما كبيرا مثل القمر. ماذا يحدث؟ بتجمعها تتحول هذه الحبات الصغيرة إلى قوة مذهلة تتحكم بمسار الأرض وحركة المد والجزر وغيرها من الظواهر الكونية والمناخية».
مثل حبة الرمل تتلاشى أفكارنا وأحلامنا الطارئة ولا نرى لها أثراً علينا أو على العالم، ولكن عندما تركز المجاميع على نفس الفكرة فإنها تتحول إلى قوة مؤثرة لها جاذبية تستقطب ما يناسب تلك الفكرة كما جاذبية القمر.وهذه المعلومة / الظاهرة ليست بجديدة، فقد بدأت بفكرة جنغ - Jung حول اللاوعي الجماعي Collective Unconscious، وتبلورت النظرية في كتاب وفيلم «السر» – The Secret بشكل واضح، وتم شرح أبعادها العلمية في الفيلم الوثائقي الشهير «ماذا نعرف حقا؟»- What the Bleep Do We Know؟ ، والذي شارك فيه لفيف من علماء الفيزياء الكمية والرياضيات وجراحي الأعصاب لإثبات أن للفكرة وزناً وبالتالي جاذبيةً تتناسب وقوة هذه الفكرة.ويعنى معهد العلوم «العقلية»*- The Institute of Noetic Sciences، في الولايات المتحدة الأميركية بدراسة الظواهر والإمكانات الخفية لعقل الإنسان وللوعي الجماعي منذ عام 1973 في محاولة لرأب الصدع بين العلم والروحانيات. وللمعهد العديد من الدراسات العلمية التي تؤكد أن الجماعات تحدد واقعها حسب ما يتفق عليه وعيها (أو لاوعيها)، وبعض الممارسات الروحانية كالتأمل والصلاة تساهم بشكل كبير في تعزيز هذه الطاقة الجماعية.يصلي المسلمون جماعة خمس مرات في اليوم من أرجاء الكرة الأرضية كافة، ومع ذلك لا نرى أثراً لهذه القوى «العقلية» الجماعية، بل العكس تماماً، فبلادنا تزخر بالمآسي والتخلف والأحزان.هذا التناقض في ظل «العلوم العقلية» له تفسيران لا ثالث لهما، إما أننا غير مخلصين في صلواتنا وبالتالي لا تتناغم الطاقات الجماعية مع الأفكار «المعلنة»، وإما أن محتوى الصلوات السلبي من دعاء على الآخر ودعوة للكره والقتل فعلا نجح في جذب الواقع الذي يتناسب مع تلك السلبية من مصائب وموت ومبادلة الآخرين لنا الكره والعداء؟ خياران أحلاهما مر!لمزيد من التفاصيل:http://www.whatthebleep.comhttp://www.noetic.org* الترجمة غير دقيقة لعدم وجود مرادف دقيق لكلمة Noetic والتي تعني الوعي أو الحدس الداخلي.
مقالات
الوعي الجماعي
05-10-2009