ما هذا بالله عليك يا د. رولا؟!
أظن أن من تابع زاويتي صار يدرك بأن ابن العم النائب محمد هايف المطيري ليس من نوابي المفضلين، وأني أكاد أختلف معه سياسيا في أغلب إن لم يكن كل ما يطرح، وأختلف كذلك مع أسلوبه في التعبير عن نفسه كنائب ناهيك عن قناعاته الفكرية. هذا رأيي بالرجل، مع احترامي لشخصه طبعاً، وفي المقابل أدرك تمام الإدراك بأن رأيي فيه لن يقدم أو يؤخر من حقيقة أنه قد نجح في الانتخابات الأخيرة برقم مهول يدل على أن هناك آلافا مؤلفة من الخلق تخالفني فترى فيه نائبها المفضل!وعبر متابعة أداء النائب محمد هايف في تجربته البرلمانية يمكننا أن نرسم اليوم صورة واضحة عن دائرة اهتماماته ونشاطاته، فهو ليس من المهتمين بالاقتصاد وشجونه المنوعة المتفرعة، ولم يبهرنا يوماً بحديث عن التنمية، ولا بتصور عن كيفية الارتقاء بالتعليم ومخرجاته أو إصلاح الصحة وخدماتها، وإنما اهتمامه بالقضايا المرتبطة بالشأن الديني، خصوصاً البسيط منه، والعمل من خلال لجنة الظواهر السلبية، الأمر الذي كان في الغالب صاخباً إعلامياً ومقلقاً مجتمعياً، وهذا ليس بذم لأداء محمد هايف إنما وصف له، فالرجل ليس ممن يهرفون بما لا يعرفون، أو ممن يدسون أنوفهم فيما لا يحسنون ويجيدون، وهو رجل نظيف الكف منسجم مع نفسه وفكره لا يتقلب ولا يجامل لأجل خاطر هذا أو ذاك.
في الجانب الآخر، أنا من المعجبين بالنائبة د. رولا دشتي، فهي من الشخصيات السياسية التي لديها عمق في الطرح، ورؤية تحليلية راقية للأمور، ومثابرة سياسية متميزة. وهي خبيرة فذة تستطيع أن تكتب كتباً وبحوثاً في شجون المشكل الاقتصادي، وإن أنت سألتها عن التنمية فيمكنك أن تتكئ وتطرب لها وهي تتحدث عن آفاقها، وإن أردت حلولاً لمشكلات التعليم والصحة فثق بأنك ستسمع منها رؤى متميزة ووجهة نظر ذات قيمة واعتبار، وفي المقابل فلم تكن يوما من المهتمين بالشأن الديني ولا بعمل لجنة الظواهر السلبية، بل كانت من معارضي قيامها وغير المقتنعين بلزوم وجودها أصلاً.في ظل هاتين المقدمتين عن النائبين محمد هايف و رولا دشتي، وبالنظر إلى نتائج انتخابات اللجان البرلمانية الأخيرة، والتي أسفرت عن دخول د. رولا دشتي إلى لجنة الظواهر السلبية وحصولها على منصب المقرر فيها، ودفع محمد هايف إلى الخروج منها، فإن المرء لا يملك إلا أن يراجع نفسه فيما كان يعرف أو يظن أنه يعرف!ما أشاهده أمامي هو أن د. رولا دشتي وعلى حساب كل ما تحسن وتجيد وكل ما هو جدير بأن يلقى عنايتها واهتمامها، ذهبت لتدس بأنفها في لجنة لا تلامس لا فكرها ولا ميولها، لجنة كانت ترفض قيامها أصلاً! لذلك فلا يمكنني فهم هذا إلا على أنه مصادمة سياسية مقصودة، وأن د. رولا لم تدخل اللجنة إلا لخلق بلبلة فيها من الداخل وإحباط عملها، الأمر الذي قد تم بتنسيق حكومي محكم دون أدنى شك! أعترف بأني أشعر بالمرارة حيث باتت الناس تقول إن الدكتورة، وهي من هي بثقافتها وقيمتها الفكرية والسياسية وبآمالنا العريضة التي عقدناها عليها للمساهمة البرلمانية الجادة، قد أضحت مجرد حجر شطرنج حكومي آخر قد جرى تحريكه لتحقيق هدف سياسي وإقصاء الخصوم!د. رولا، من باب زمالتنا في العمل السياسي والعلاقة الطيبة التي تجمعني بك، اسمحي لي أن أسألك معاتباً: ما هذا الذي فعلته في حق نفسك، وفي حق مَن علقوا عليك الأمل للقيام بما هو أكبر بكثير من هذا الصراع الصبياني؟ ما هذا بالله عليك يا دكتورة؟! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء