تيه إسرائيلي جديد
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
إحدى السفن تحمل اسم راشيل كوري عضو حركة التضامن الدولية، وهو اسم يثير وجعاً إسرائيلياً ويعيد يوماً مر منذ سبع سنوات حين قتلت كوري تحت أسنان جرافة جيش "الدفاع" الإسرائيلي التي حاولت هدم منزل سمير نصرالله. اعتقدت إسرائيل أن العالم نسي طالبة كلية ايفرجرين الشابة التي أخذت إجازتها السنوية للدفاع عن غزة، ولم تعد الى كليتها أبدا، ولكن روحها عادت على ظهر سفينة في عرض البحر، فهل ستطلق قوات الكوماندوز الإسرائيلية النار عليها مرة أخرى؟على الجانب الآخر عرضت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مجموعة من العصي الحديدية ونبالة يدوية وكيس من حصى الرخام، وكأن الكوماندوز الإسرائيلي هبط بعد منتصف الليل على السفينة لمحاصرة هذه الأسلحة. وعلق برادلي بيرستون أشهر كتابها بأننا، أي الإسرائيليين، "أصبحنا نطلق النار في المياه الدولية على ناشطين دوليين وعمال إغاثة وحملة جوائز نوبل". تلك هي الصورة التي ترسمها إسرائيل لنفسها، ونعجز نحن العرب عن قراءة انعكاسها في ذهن الآخر، فضلاً عن تأطيرها. مشكلة بيرستون وآخرين أنهم يعتقدون أننا نعرفهم أكثر مما يعرفون أنفسهم، وأننا نجيد النظر الى صورتهم الحقيقية، وفي نفس الوقت نعتقد نحن أنهم يعرفوننا أكثر مما نعرف أنفسنا. ولكن الواقع أنهم ينجحون في رسم صوتنا ونفشل في رسمهم. المقال الذي ترجمته "نيويورك تايمز" للروائي الإسرائيلي آموس أوز يقدم صورة إسرائيل وهي ترفع السوط الذي استمر يجلد اليهود منذ ألفي عام، على حد تعبيره، ويكمل الكاتب: "الذي لم تفهمه إسرائيل حتى الآن انها لن تستطيع إنهاء حركة حماس لو هاجمتها بقوة تعادل القوة السابقة مئة مرة، ولو احتلت القطاع وغادرته مئة مرة، لأن حماس ليست قوة مقابل قوة إسرائيل؛ إنها فكرة ولا يمكن أن تهزم الفكرة إلا بفكرة أكثر جاذبية وأكثر قبولاً منها".الذي يفهمه الإعلامي والمثقف والصحافي والقارئ الإسرائيلي اليوم ولا يفهمه السياسي العسكري أن اليهود ليسوا وحدهم على الأرض وليسوا وحدهم في القدس، وإن لم يدركوا تلك الحقيقة فسيبقى حصار غزة وسيبقى حصار إسرائيل الدولي وستسقط صورة الدولة الديمقراطية الوحيدة.شكراً د. موضيالمسرح المدرسي هو الدعامة الأولى للحركة الثقافية، والاهتمام به يضاهي الاهتمام بالعلوم والرياضيات. إذا استطعنا أن نصنع جيلاً يفهم ويدرك أهمية المسرح الجاد أسقطنا في المستقبل كل هذا العبث والإسفاف المسرحي والدرامي والغنائي، وأعدنا الصورة الراقية لثقافتنا. شكراً د. موضي وأتمنى ألا يرهبك صراخ اللحى، وليتهم ينشغلون عنك بعدد رضعات الكبير مقارنة بالصغير!