أكدت «تجارة» أنها تمكنت من تقليل تأثير الأزمة المالية نتيجة سياستها المتحفظة والمتوازنة، وابتعادها عن المضاربات، وتركيزها على المشاريع التطويرية والاستثمارات الطويلة الأجل.
قال نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لشركة التجارة والاستثمار العقاري (تجارة) طارق العثمان، إن السياسة المتحفظة والمتوازنة التي اتبعتها الشركة خلال السنوات الماضية ساهمت الى حد كبير في تقليل خسائر الأزمة التي مر بها الاقتصادي العالمي، والتي أثرت بشكل مباشر وعنيف في الأسواق المحلية خلال السنتين الماضيتين.واضاف العثمان خلال الجمعية العمومية للشركة امس، ان الشركة ابتعدت عن المضاربات وركزت على المشاريع التطويرية والاستثمارات الطويلة الأجل، إضافة إلى المنهجية في انتقاء استثماراتها بشكل مدروس ومميز ووفق استراتيجية ثابتة، مستدركا ان الشركة لم تسلم في الوقت نفسه من آثار الازمة، اذ شهدت في 2009 عاماً صعباً انخفضت فيه جميع قيم الأصول دون استثناء، وأصبحت عملية التخارجات صعبة جداً، خصوصاً في ظل عزوف البنوك خلال الفترة السابقة عن التمويل مما ساهم في زيادة المعاناة.وأضاف العثمان في كلمته امام "العمومية"، أن الشركة تمكنت خلال 2009 من إنجاز مشروعين، أحدهما "كليفز السكني" على شارع الخليج العربي، وأُنجِز بشكل أسرع من المدة الزمنية المخصصة له، واستطاعت في ظل هذه الظروف الصعبة أن تصل بنسبة إشغاله إلى حوالي 70 في المئة، كما استطاعت أن تنجز أيضاً مع نهاية عام 2009 مشروعا سكنيا آخر في منطقة الجابرية على ارض مساحتها 6000 م2، وتم تشغيل المشروع بالكامل، إذ تصل نسبة التأجير إلى 100 في المئة.مشاريع الشركةوأوضح أن "تجارة" تطوّر حالياً مشروع أبراج مكاتب "25 و26 فبراير" في منطقة شرق، إذ يجري العمل هناك على قدم وساق لإنجاز أحد الأبراج بارتفاع 34 طابقاً، ومن المتوقع الانتهاء منه مع نهاية عام 2010، أما البرج الآخر فالشركة بانتظار بعض الموافقات الخاصة من الجهات الرسمية لزيادة نسبة البناء حتى تستكمل أعمال إنشائه.وأشار الى انه رغم ضعف وقلة حجم أعمال السنة الماضية، فإن الشركة استطاعت تعزيز إيراداتها التشغيلية إلى حدود الضعف، متوقعا أن تتعزز أكثر خلال هذه العام، لاسيما مع تركيز الشركة خلال الفترة الحالية على هيكلة ديونها. الخسائر دفتريةولفت الى أن الخسائر التي تكبدتها "تجارة" خلال العام الماضي كانت دفترية، نتج معظمها من انخفاض في قيم الأصول العقارية سواء في الكويت أو خارجها، وهي نتاج هذه الأزمة العنيفة، مبينا أن الأزمة لاتزال مستمرة وإن بدرجة اخف مقارنة بالسنة الماضية، ومن المتوقع استمرار سوء الأوضاع المالية حتى منتصف العام المقبل، والذي من المتوقع أن يبدأ بعده التحسن التدريجي للأسواق بشكل عام.الأداء الماليعلى صعيد ذي صلة، استعرض العثمان الأداء المالي للشركة خلال سنة 2009 المالية، مبينا ان "تجارة" تعرضت لخسائر بلغت نحو 4.89 ملايين دينار، بيد أنها استطاعت تحقيق نمو ايجابي في إيرادات التشغيل خلال عام 2009، رغم استمرار تعرض معظم الأسواق في المنطقة لتبعات الأزمة الاقتصادية العالمية واستمرار حالة الركود في الكويت والمنطقة.ولفت العثمان الى ان أصول الشركة انخفضت لتصل إلى 80.5 مليون دينار في عام 2009، مقارنة مع 85.3 مليون دينار في عام 2008، أي بنسبة تراجع تصل إلى 5.7 في المئة، مشيرا الى ان حقوق المساهمين ايضا انخفضت من 48.4 مليون دينار في عام 2008 إلى 43.6 مليون دينار في عام 2009 وبنسبة تصل إلى 9.9 في المئة.يذكر ان الجمعية العمومية وافقت على جميع بنود جدول أعمال اجتماعها العادي، بما فيها عدم توزيع أرباح عن السنة المالية المنتهية في 2009، إضافة إلى عدم توزيع مكافآت لأعضاء مجلس الإدارة وتجديد التفويض لمجلس الإدارة لشراء أسهم الشركة بما لا يتجاوز 10 في المئة من أسهمها، وانتخبت مجلس إدارة جديدا للسنوات الثلاث المقبلة، مشكلا من الشيخ علي عبدالله الخليفة الصباح وشركة مجاص ويمثلها طارق فريد العثمان والشيخة ياسمين مبارك الجابر الصباح وسعد ناصر فرج وعضو احتياط هو عبدالوهاب العوضي.
اقتصاد
العثمان: إيرادات «تجارة» ارتفعت إلى الضعف... وتركِّز على هيكلة ديونها
06-05-2010